الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قاعدة :

قال المحققون : إذا ورد التعجب من الله صرف إلى المخاطب كقوله : فما أصبرهم على النار [ البقرة : 175 ] ؛ أي : هؤلاء يجب أن يتعجب منهم ؛ وإنما لا يوصف تعالى بالتعجب ؛ لأنه استعظام يصحبه الجهل ، وهو تعالى منزه عن ذلك ، ولهذا تعبر جماعة بالتعجب بدله ؛ أي أنه تعجيب من الله للمخاطبين .

ونظير هذا مجيء الدعاء والترجي منه تعالى إنما هو بالنظر إلى ما تفهمه العرب ؛ أي : هؤلاء يجب أن يقال لهم : عندكم هذا ؛ ولذلك قال سيبويه في قوله : لعله يتذكر أو يخشى [ طه : 44 ] ، المعنى : اذهبا على رجائكما وطمعكما ، وفي قوله : ويل للمطففين [ المطففين : 1 ] ويل يومئذ للمكذبين [ المطففين : 10 ] ، لا تقل هذا دعاء ؛ لأن الكلام بذلك قبيح ، ولكن العرب إنما تكلموا بكلامهم ، وجاء القرآن على لغتهم وعلى ما يعنون ، فكأنه قيل لهم : ويل للمطففين ؛ أي : هؤلاء ممن وجب القول لهم ؛ لأن هذا الكلام إنما يقال لصاحب الشرور والهلكة ، فقيل هؤلاء ممن دخل في الهلكة .

التالي السابق


الخدمات العلمية