الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا

                                                                                                                                                                                                                                      واتبع أي: في كل ما تأتي وتذر من أمور الدين. ما يوحى إليك من ربك من الآيات التي من جملتها هذه الآية الآمرة بتقوى الله، الناهية عن مساعدة الكفرة والمنافقين، والتعرض لعنوان الربوبية لتأكيد وجوب الامتثال بالأمر. إن الله كان بما تعملون خبيرا قيل: الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، والجمع للتعظيم. وقيل: له صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، وقيل: للغائبين بطريق الالتفات، ولا يخفى بعده. نعم يجوز أن يكون الكل على ضرب من التغليب، وأيا ما كان فالجملة تعليل للأمر، وتأكيد لموجبه. أما على الوجهين الأولين: فبطريق الترغيب والترهيب، كأنه قيل: إن الله خبير بما تعملونه من الامتثال وتركه، فيرتب على كل منهما جزاءه ثوابا وعقابا، وأما على الوجه الأخير: فبطريق الترغيب فقط، كأنه قيل: إن الله خبير بما يعمله كلا الفريقين فيرشدك إلى ما فيه صلاح حالك وانتظام أمرك، ويطلعك على ما يعملونه من المكايد والمفاسد، ويأمرك بما ينبغي لك أن تعمله في دفعها وردها، فلا بد من اتباع الوحي والعمل بمقتضاه حتما.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية