الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4177 ) فصل : إذا هرب الأجير ، أو شردت الدابة ، أو أخذ المؤجر العين وهرب بها ، أو منعه استيفاء المنفعة منها من غير هرب ، لم تنفسخ الإجارة ، لكن يثبت للمستأجر خيار الفسخ ; فإن فسخ ، فلا كلام ، وإن لم يفسخ ، انفسخت الإجارة بمضي المدة يوما فيوما . فإن عادت العين في أثناء المدة ، استوفى ما بقي منها . فإن انقضت المدة ، انفسخت الإجارة ; لفوات المعقود عليه . وإن كانت الإجارة على موصوف في الذمة ، كخياطة ثوب ، أو بناء حائط ، أو حمل إلى موضع معين ، استؤجر من ماله من يعمله ، كما لو أسلم إليه في شيء فهرب ، ابتيع من ماله

                                                                                                                                            فإن لم يمكن ، ثبت للمستأجر الفسخ . فإن فسخ ، فلا كلام ، وإن لم يفسخ ، وصبر إلى أن يقدر عليه ، فله مطالبته بالعمل ; لأن ما في الذمة لا يفوت بهربه . وكل موضع امتنع الأجير من العمل فيه ، أو منع المؤجر المستأجر من الانتفاع إذا كان بعد عمل البعض فلا أجر له فيه ، على ما سبق ، إلا أن يرد العين قبل انقضاء المدة ، أو يتم العمل إن لم يكن على مدة قبل فسخ المستأجر ، فيكون له أجر ما عمل . فأما إن شردت الدابة ، أو تعذر استيفاء المنفعة بغير فعل المؤجر ، فله من الأجر بقدر ما استوفى بكل حال .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية