الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل [ الأمر ] .

من أقسام الإنشاء الأمر :

وهو طلب فعل غير كف
، وصيغته ( افعل ) و ( ليفعل ) . وهي حقيقة في الإيجاب ، نحو : وأقيموا الصلاة [ البقرة : 43 ] ، فليصلوا معك [ النساء : 102 ] ، وترد مجازا لمعان أخر ، منها : الندب : نحو : وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا [ الأعراف : 204 ] . والإباحة : نحو : فكاتبوهم [ النور : 33 ] ، نص الشافعي على أن الأمر فيه [ ص: 146 ] للإباحة . ومنه : وإذا حللتم فاصطادوا [ المائدة : 2 ] . والدعاء من السافل للعالي : نحو : رب اغفر لي [ الأعراف : 151 ] . والتهديد : نحو : اعملوا ما شئتم [ فصلت : 40 ] ؛ إذ ليس المراد الأمر بكل عمل شاءوا .

والإهانة : نحو : ذق إنك أنت العزيز الكريم [ الدخان : 49 ] .

والتسخير : أي : التذليل ، نحو : كونوا قردة [ البقرة : 65 ] ، عبر به عن نقلهم من حالة إلى حالة إذلالا لهم ، فهو أخص من الإهانة .

والتعجيز : نحو : فأتوا بسورة من مثله [ البقرة : 23 ] ؛ إذ ليس المراد طلب ذلك منهم ، بل إظهار عجزهم .

والامتنان : نحو : كلوا من ثمره إذا أثمر [ الأنعام : 141 ] .

والعجب : نحو : انظر كيف ضربوا لك الأمثال [ الإسراء : 48 ] .

والتسوية : نحو : فاصبروا أو لا تصبروا [ الطور : 16 ] .

والإرشاد : نحو : وأشهدوا إذا تبايعتم [ البقرة : 282 ] .

والاحتقار : نحو : ألقوا ما أنتم ملقون [ يونس : 80 ] .

والإنذار : نحو : قل تمتعوا [ إبراهيم : 30 ] .

والإكرام : نحو : ادخلوها بسلام [ الحجر : 46 ] .

والتكوين : وهو أعم من التسخير ، نحو : كن فيكون [ البقرة : 117 ] .

والإنعام : أي : تذكير النعمة ، نحو : كلوا مما رزقكم الله [ الأنعام : 142 ] .

والتكذيب : نحو : قل فأتوا بالتوراة فاتلوها [ آل عمران : 93 ] ، قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا [ الأنعام : 150 ] .

والمشورة : نحو : فانظر ماذا ترى [ الصافات : 102 ] .

[ ص: 147 ] والاعتبار : نحو : انظروا إلى ثمره [ الأنعام : 99 ] .

والتعجب : نحو : أسمع بهم وأبصر [ مريم : 38 ] ، ذكره السكاكي في استعمال الإنشاء بمعنى الخبر .

التالي السابق


الخدمات العلمية