الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                وسئل عن سفر صاحب العيال . . . ؟ إلخ

                التالي السابق


                فأجاب أما سفر صاحب العيال فإن كان السفر يضر بعياله لم يسافر ; فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت } وسواء كان تضررهم لقلة النفقة أو لضعفهم وسفر مثل هذا حرام . وإن كانوا لا يتضررون بل يتألمون وتنقص أحوالهم فإن لم يكن في السفر فائدة جسيمة تربو على ثواب مقامه عندهم كعلم يخاف فوته وشيخ يتعين الاجتماع به ; وإلا فمقامه عندهم أفضل وهذا لعمري إذا صحت نيته في السفر كان مشروعا .

                وأما إن كان كسفر كثير من الناس إنما يسافر قلقا وتزجية للوقت فهذا مقامه يعبد الله في بيته خير له بكل حال ويحتاج صاحب هذه [ ص: 29 ] الحال أن يستشير في خاصة نفسه رجلا عالما بحاله وبما يصلحه مأمونا على ذلك ; فإن أحوال الناس تختلف في مثل هذا اختلافا متباينا . والله سبحانه وتعالى أعلم .




                الخدمات العلمية