الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في النصيحة

                                                                                                          1925 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن إسمعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم قال وهذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( على إقام الصلاة ) أي إقامتها وإدامتها ، وحذف تاء الإقامة عند الإضافة للإطالة ( وإيتاء الزكاة ) أي إعطائها ، قال النووي : إنما اقتصر على الصلاة والزكاة لكونهما أمي العبادات المالية والبدنية ، وهما أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين وأظهرهما انتهى ، لا يقال لعل غيرهما من الصوم والحج لم يكونا واجبين حينئذ لأنه أسلم عام توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                          ( والنصح ) بضم فسكون أي وبالنصيحة ( لكل مسلم ) أي من خاصة المسلمين وعامتهم ، قال النووي في شرح مسلم : ومما يتعلق بحديث جرير منقبة ومكرمة لجرير رواها الحافظ أبو القاسم الطبراني بإسناده ، اختصارها أن جريرا : أمر مولاه أن يشتري له فرسا بثلثمائة درهم ، وجاء به وبصاحبه لينقده الثمن ، فقال جرير لصاحب الفرس : فرسك خير من ثلاثمائة درهم أتبيعه بأربعمائة ؟ قال ذلك إليك يا أبا عبد الله ، فقال فرسك خير من ذلك أتبيعه بخمسمائة ، ثم لم يزل يزيده مائة فمائة وصاحبه يرضى وجرير يقول فرسك خير إلى أن بلغ ثمانمائة درهم فاشتراه بها ، فقيل له في ذلك ، فقال إني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .

                                                                                                          [ ص: 46 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية