الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      2173 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا الفضل بن دكين حدثنا زهير عن أبي الزبير عن جابر قال جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن لي جارية أطوف عليها وأنا أكره أن تحمل فقال اعزل عنها إن شئت فإنه سيأتيها ما قدر لها قال فلبث الرجل ثم أتاه فقال إن الجارية قد حملت قال قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( إن لي جارية ) : زاد مسلم هي خادمتنا وسانيتنا [ أي التي تسقي لنا شبهها بالبعير في ذلك ] ( أطوف عليها ) : أي أجامعها ( وأنا أكره أن تحمل ) : أي تحبل مني ( فإنه ) : أي الشأن ( سيأتيها ما قدر لها ) : أي من الحمل وغيره سواء عزلت أم لا ( ثم أتاه ) : أي النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                      [ ص: 174 ] قال الخطابي في المعالم : في هذا الحديث من العلم إباحة العزل عن الجواري وقد رخص فيه غير واحد من الصحابة والتابعين وكرهه بعض الصحابة وروي عن ابن عباس أنه قال : تستأمر الحرة في العزل ولا تستأمر الجارية . وإليه ذهب أحمد بن حنبل . وقال مالك : لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها ولا يعزل عن الجارية إذا كانت زوجة إلا بإذن أهلها ، ويعزل عن أمته بغير إذن .

                                                                      وفي الحديث دلالة على أنه أقر بوطء أمته وادعى العزل فإن الولد لا حق به إلا أن يدعي الاستبراء ، وهذا على قول من يرى الأمة فراشا ، وإليه ذهب الشافعي رحمه الله انتهى . قال المنذري : وأخرجه مسلم .




                                                                      الخدمات العلمية