الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3536 1836 - (3546) - (1\374) عن ابن عباس، قال: " أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، ثم جاء من ليلته، فحدثهم بمسيره، وبعلامة بيت المقدس، وبعيرهم، فقال ناس، قال حسن: نحن نصدق محمدا بما يقول؟ - فارتدوا كفارا، فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل، وقال أبو جهل: يخوفنا محمد بشجرة الزقوم ‍‍‍‍، هاتوا تمرا وزبدا، فتزقموا، ورأى الدجال في صورته رؤيا عين، ليس رؤيا منام، وعيسى، وموسى، وإبراهيم، صلوات الله عليهم، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال؟ فقال: " أقمر هجانا - قال حسن: قال: رأيته فيلمانيا أقمر هجانا - إحدى عينيه قائمة، كأنها كوكب دري، كأن شعر رأسه أغصان شجرة، ورأيت عيسى شابا أبيض، جعد الرأس، حديد البصر، مبطن الخلق، ورأيت موسى أسحم آدم، كثير الشعر - قال حسن: الشعرة - شديد الخلق، ونظرت إلى إبراهيم، فلا أنظر إلى إرب من آرابه، إلا نظرت إليه مني، كأنه صاحبكم، فقال جبريل عليه السلام: سلم على مالك، فسلمت عليه".

التالي السابق


* قوله: "وقال أبو جهل: يخوفنا محمد بشجرة الزقوم": في "النهاية": [ ص: 202 ] الزقوم: ما وصف الله في كتابه العزيز، فقال: إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين [الصافات: 64 - 65] وهي فعول من الزقم، وهو اللقم الشديد، والشرب المفرط، ومنه قول أبي جهل.

* "هاتوا تمرا وزبدا فتزقموا": أي: كلوا.

وقيل: أكل الزبد والتمر بلغة إفريقية: الزقوم.

* "أقمر": هو الشديد البياض.

* " رأيته فيلمانيا": هو العظيم الجثة.

* "مبطن الخلق. . . إلخ": - بتشديد الطاء - أي: ضامر البطن.

* "أسحم": - بسين مهملة - : يقال للأسود، والمراد هاهنا: الاسم، والله تعالى أعلم.

* "إرب": - بكسر فسكون - أي: عضو.

* "من آرابه": - بالمدة: كالأعضاء لفظا ومعنى.

وفي "المجمع": رجاله ثقات إلا هلال بن جناب.

* * *




الخدمات العلمية