[ ص: 84 ] فصل
قال
الرازي: الفصل الثاني في
nindex.php?page=treesubj&link=28730تقرير الدلائل السمعية على أنه تعالى منزه عن الجسمية والحيز والجهة.
قلت: لم يذكر في هذا الفصل حجة تدل على مطلوبه دلالة ظاهرة، فضلا عن أن تكون نصا، بل إما أن يكون ما ذكره عديم الدلالة على مطلوبه أو يكون على نقيض مطلوبه أدل منه على مطلوبه، وذلك يتبين بذكر حججه.
قال: الحجة الأولى: قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=2الله الصمد nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=3لم يلد ولم يولد nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=4ولم يكن له كفوا أحد [الإخلاص 1-4]، قال واعلم أنه قد اشتهر في التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ماهية ربه وعن نعته وصفته، فانتظر الجواب من الله تعالى، فأنزل الله هذه السورة، إذا عرفت هذا فنقول هذه السورة يجب أن تكون من
[ ص: 85 ] المحكمات لا من المتشابهات؛ لأنه تعالى جعلها جوابا عن سؤال السائل وأنزلها عند الحاجة، وذلك يقضي كونها من المحكمات لا من المتشابهات، وإذا ثبت هذا وجب الجزم بأن كل مذهب يخالف هذه السورة كان باطلا.
[ ص: 84 ] فَصْلٌ
قَالَ
الرَّازِي: الْفَصْلُ الثَّانِي فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28730تَقْرِيرِ الدَّلَائِلِ السَّمْعِيَّةِ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنِ الْجِسْمِيَّةِ وَالْحَيِّزِ وَالْجِهَةِ.
قُلْتُ: لَمْ يَذْكُرْ فِي هَذَا الْفَصْلِ حُجَّةً تَدُلُّ عَلَى مَطْلُوبِهِ دَلَالَةً ظَاهِرَةً، فَضْلًا عَنْ أَنْ تَكُونَ نَصًّا، بَلْ إِمَّا أَنْ يَكُونَ مَا ذَكَرَهُ عَدِيمَ الدَّلَالَةِ عَلَى مَطْلُوبِهِ أَوْ يَكُونَ عَلَى نَقِيضِ مَطْلُوبِهِ أَدَلَّ مِنْهُ عَلَى مَطْلُوبِهِ، وَذَلِكَ يَتَبَيَّنُ بِذِكْرِ حُجَجِهِ.
قَالَ: الْحُجَّةُ الْأُولَى: قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=2اللَّهُ الصَّمَدُ nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=3لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=4وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الْإِخْلَاصُ 1-4]، قَالَ وَاعْلَمْ أَنَّهُ قَدِ اشْتُهِرَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ مَاهِيَّةِ رَبِّهِ وَعَنْ نَعْتِهِ وَصِفَتِهِ، فَانْتَظَرَ الْجَوَابَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ السُّورَةَ، إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَنَقُولُ هَذِهِ السُّورَةُ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مِنَ
[ ص: 85 ] الْمُحْكَمَاتِ لَا مِنَ الْمُتَشَابِهَاتِ؛ لِأَنَّهُ تَعَالَى جَعَلَهَا جَوَابًا عَنْ سُؤَالِ السَّائِلِ وَأَنْزَلَهَا عِنْدَ الْحَاجَةِ، وَذَلِكَ يَقْضِي كَوْنَهَا مِنَ الْمُحْكَمَاتِ لَا مِنَ الْمُتَشَابِهَاتِ، وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا وَجَبَ الْجَزْمُ بِأَنَّ كُلَّ مَذْهَبٍ يُخَالِفُ هَذِهِ السُّورَةَ كَانَ بَاطِلًا.