الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4903 باب في التهليل

                                                                                                                              وأورده النووي، في (باب الأدعية) .

                                                                                                                              وذكره البخاري، في (باب غزوة الخندق) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 43 جـ 17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده ) .

                                                                                                                              [ ص: 591 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 591 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه؛ (أن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم؛ كان يقول: لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده) : النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، (وغلب الأحزاب وحده) أي: من غير قتال من الآدميين.

                                                                                                                              والمراد: الأحزاب، الذين جاءوا من مكة وغيرها، يوم الخندق، وتحزبوا على رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فأرسل الله عليهم: ريحا، وجنودا لم يروها.

                                                                                                                              قال النووي - في الجزء الثالث، في باب "ما يقال إذا رجع من سفر الحج، وغيره -": هذا هو المشهور؛ أن المراد: أحزاب يوم الخندق.

                                                                                                                              قال القاضي: وقيل: يحتمل أن المراد: أحزاب الكفر، في جميع الأيام، والمواطن. انتهى.

                                                                                                                              قال (في الفتح) : اختلف في المراد بالأحزاب هنا؛ فقيل: هم كفار قريش، ومن وافقهم من العرب واليهود: الذين تحزبوا - أي تجمعوا - في غزوة الخندق، ونزلت في شأنهم: "سورة الأحزاب".

                                                                                                                              وقيل: المراد: أعم من ذلك. وقال النووي : المشهور: الأول.

                                                                                                                              وقيل: فيه نظر؛ لأنه يتوقف على أن هذا الذكر: إنما شرع من بعد الخندق.

                                                                                                                              [ ص: 592 ] والجواب: أن غزوات النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، التي خرج فيها بنفسه: محصورة. والمطابق منها لذلك: "غزوة الخندق".

                                                                                                                              قال: والأصل في الأحزاب: أنه جمع "حزب". وهو "القطعة، المجتمعة من الناس"؛ فاللام إما؛ جنسية. والمراد: كل من يتحزب من الناس. وإما: عهدية. والمراد: من تقدم، وهو الأقرب.

                                                                                                                              وقال القرطبي : ويحتمل أن يكون هذا الخبر: بمعنى الدعاء. أي اللهم ! اهزم الأحزاب. والأول أظهر. انتهى.

                                                                                                                              (فلا شيء بعده) أي: جميع الأشياء - بالنسبة إلى وجوده، تعالى -: كالعدم. إذ كل شيء يفنى، وهو الباقي. فهو بعد كل شيء فلا شيء بعده.




                                                                                                                              الخدمات العلمية