الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (13) قوله: وأخرى : فيها خمسة أوجه، أحدها: أنها في موضع رفع على الابتداء، وخبرها مقدر أي: ولكم أو ثم، أو عنده خصلة أخرى، أو مثوبة أخرى. و"تحبونها" نعت لها. الثاني: أن الخبر جملة حذف مبتدؤها تقديره: هي نصر، والجملة خبر "أخرى"، قاله أبو البقاء . وفيه بعد كثير; لأنه تقدير لا حاجة إليه. والثالث: أنها منصوبة بفعل محذوف للدلالة عليه بالسياق، أي ويعطكم، أو يمنحكم مثوبة أخرى. و"تحبونها" نعت لها أيضا.

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع: أنها منصوبة بفعل مضمر يفسره "تحبونها" فيكون من الاشتغال، وحينئذ لا يكون "تحبونها" نعتا; لأنه مفسر للعامل قبله. الخامس: أنها مجرورة عطفا على "تجارة". وضعف هذا: بأنها ليست مما دل عليه، إنما هي ثواب من عند الله. وهذا الوجه منقول عن الأخفش. [ ص: 322 ] قوله: نصر من الله خبر مبتدأ مضمر أي: "تلك النعمة - أو الخلة الأخرى - نصر". و"من الله" نعت له، أو متعلق به، أي: ابتداؤه منه. ورفع "نصر وفتح" قراءة العامة، ونصب ابن أبي عبلة الثلاثة. وفيه أوجه، ذكرها الزمخشري ، أحدها: أنها منصوبة على الاختصاص. الثاني: أن ينتصبن على المصدرية أي: ينصرون نصرا، ويفتح لهم فتحا قريبا. الثالث: أن ينتصبن على البدل من "أخرى" و"أخرى" منصوب بمقدر كما تقدم أي: يغفر لكم، ويدخلكم جنات، ويؤتكم أخرى، ثم أبدل منها "نصرا وفتحا قريبا".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية