nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم لما ذكر الله أصناف المنافقين ، وبين طرائقهم المختلفة ، عطف على ما سبق هذه الطائفة منهم ، وهم الذين اتخذوا مسجدا ضرارا ، فيكون التقدير : ومنهم الذين اتخذوا على أن الذين مبتدأ ، وخبره منهم المحذوف ، والجملة معطوفة على ما تقدمها ، ويجوز أن يكون الموصول في محل نصب على الذم .
وقرأ المدنيون
وابن عامر " الذين اتخذوا " بغير واو ، فتكون قصة مستقلة ، الموصول مبتدأ ، وخبره لا تقم قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي .
وقال
النحاس : إن الخبر هو
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لا يزال بنيانهم الذي بنوا وقيل : الخبر محذوف ، والتقدير يعذبون ، وسيأتي بيان هؤلاء البانين لمسجد الضرار ، و ضرارا منصوب على المصدرية ، أو على العلية
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا معطوفة على ضرارا .
فقد أخبر الله سبحانه أن الباعث لهم على بناء هذا المسجد أمور أربعة : الأول : الضرار لغيرهم ، وهو المضاررة .
الثاني : الكفر بالله والمباهاة لأهل الإسلام ، لأنهم أرادوا ببنائه تقوية أهل النفاق .
الثالث : التفريق بين المؤمنين ، لأنهم أرادوا أن لا يحضروا
مسجد قباء فتقل جماعة المسلمين ، وفي ذلك من اختلاف الكلمة وبطلان الألفة ما لا يخفى .
الرابع : الإرصاد لمن حارب الله ورسوله أي : الإعداد لأجل من حارب الله ورسوله .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الإرصاد الانتظار .
وقال
ابن قتيبة : الإرصاد الانتظار مع العداوة .
وقال الأكثرون : هو الإعداد ، والمعنى متقارب ، يقال : أرصدت لكذا : إذا أعددته مرتقبا له به .
وقال
أبو زيد : يقال رصدته وأرصدته في الخير ، وأرصدت له في الشر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : لا يقال إلا أرصدت ، ومعناه ارتقبت ، والمراد بمن حارب الله ورسوله : المنافقون ، ومنهم
أبو عامر الراهب : أي أعدوه لهؤلاء وارتقبوا به وصولهم وانتظروهم ليصلوا فيه حتى يباهوا بهم المؤمنين ، وقوله : من قبل متعلق بـ ( اتخذوا ) أي اتخذوا مسجدا من قبل أن ينافق هؤلاء ويبنوا مسجد الضرار ، أو متعلق بـ ( حارب ) أي : لمن وقع منه الحرب لله ولرسوله من قبل بناء مسجد الضرار .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى أي ما أردنا إلا الخصلة الحسنى ، وهي الرفق بالمسلمين ، فرد الله عليهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107والله يشهد إنهم لكاذبون فيما حلفوا عليه .
ثم نهى الله سبحانه رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الصلاة في مسجد الضرار ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لا تقم فيه أبدا أي في وقت من الأوقات ، والنهي عن القيام فيه يستلزم النهي عن الصلاة فيه .
وقد يعبر عن الصلاة بالقيام ، يقال فلان يقوم الليل : أي يصلي ، ومنه الحديث الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019530من قام رمضان إيمانا به واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
ثم ذكر الله سبحانه علة النهي عن القيام فيه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه واللام في لمسجد لام القسم ، وقيل : لام الابتداء ، وفي ذلك تأكيد لمضمون الجملة . وتأسيس البناء : تثبيته ورفعه ، ومعنى تأسيسه على التقوى : تأسيسه على الخصال التي تتقي بها العقوبة .
واختلف العلماء في
nindex.php?page=treesubj&link=32745المسجد الذي أسس على التقوى ، فقالت طائفة : هو
مسجد قباء كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
والضحاك ،
والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ، وغيرهم ، وذهب آخرون إلى أنه
مسجد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والأول : أرجح لما سيأتي قريبا إن شاء الله .
و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108من أول يوم متعلق بـ ( أسس ) : أي أسس على التقوى من أول يوم من أيام تأسيسه .
قال بعض النحاة : إن من هنا بمعنى منذ : أي منذ أول يوم ابتدئ ببنائه ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108أحق أن تقوم فيه خبر المبتدأ .
والمعنى : لو كان القيام في غيره جائزا لكان هذا أولى بقيامك فيه للصلاة ولذكر الله ، لكونه أسس على التقوى من أول يوم ، ولكون
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فيه رجال يحبون أن يتطهروا وهذه الجملة مستأنفة لبيان أحقية قيامه - صلى الله عليه وآله وسلم - فيه : أي كما أن هذا المسجد أولى من جهة المحل فهو أولى من جهة الحال فيه ، ويجوز أن تكون هذه الجملة في محل نصب على الحال أي : حال كون فيه رجال يحبون أن يتطهروا ، ويجوز أن تكون صفة أخرى ل ( مسجد ) .
ومعنى محبتهم للتطهر : أنهم يؤثرونه ويحرصون عليه عند عروض موجبه ، وقيل : معناه : يحبون التطهر من الذنوب بالتوبة والاستغفار ، والأول أولى .
وقيل : يحبون أن يتطهروا بالحمى المطهرة من الذنوب فحموا جميعا ، وهذا ضعيف جدا .
nindex.php?page=treesubj&link=19884_29700ومعنى محبة الله لهم الرضا عنهم ، والإحسان إليهم كما يفعل المحب بمحبوبه .
ثم بين سبحانه أن بين الفريقين بونا بعيدا ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109أفمن أسس بنيانه والهمزة للإنكار التقريري ، والبنيان مصدر كالعمران ، وأريد به المبني ، والجملة مستأنفة . والمعنى : أن من أسس بناء دينه على قاعدة قوية محكمة ، وهي تقوى الله ورضوانه ، خير ممن أسس دينه على ضد ذلك ، وهو الباطل والنفاق ، والموصول مبتدأ ، وخبره ( خير ) ، وقرئ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109أسس بنيانه على بناء الفعل للفاعل ، ونصب ( بنيانه ) ، واختار هذه القراءة
أبو عبيدة ، وقرئ على البناء للمجهول ، وقرئ " أساس بنيانه " بإضافة ( أساس ) إلى ( بنيانه ) ، وقرئ " أس بنيانه " والمراد : أصول البناء ، وحكى
أبو حاتم ، قراءة أخرى ، وهي " آساس بنيانه " على الجمع ، ومنه :
أصبح الملك ثابت الآساس بالبهاليل من بني العباس
والشفا : الشفير ، والجرف : ما يتجرف بالسيول ، وهي الجوانب التي تنجرف بالماء ، والاجتراف : اقتلاع الشيء من أصله ، وقرئ بضم الراء من جرف وبإسكانها .
والهار :
[ ص: 599 ] الساقط ، يقال هار البناء : إذا سقط ، وأصله هائر كما قالوا : شاك السلاح وشائك كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
وقال
أبو حاتم ، : إن أصله هاور .
قال في شمس العلوم : الجرف ما جرف السيل أصله ، وأشرف أعلاه فإن انصدع أعلاه فهو الهار اهـ ، جعل الله سبحانه هذا مثلا لما بنوا عليه دينهم الباطل المضمحل بسرعة ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109فانهار به في نار جهنم وفاعل فانهار ضمير يعود إلى الجرف : أي فانهار الجرف بالبنيان في النار ، ويجوز أن يكون الضمير في به يعود إلى من ، وهو الباني .
والمعنى : أنه طاح الباطل بالبناء ، أو الباني في نار جهنم ، وجاء بالانهيار الذي هو للجرف ترشيحا للمجاز ، وسبحان الله ما أبلغ هذا الكلام ، وأقوى تراكيبه ، وأوقع معناه ، وأفصح مبناه .
ثم ذكر سبحانه أن بنيانهم هذا موجب لمزيد ريبهم ، واستمرار ترددهم وشكهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم أي شكا في قلوبهم ونفاقا ، ومنه قول
النابغة :
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مذهب
وقيل : معنى الريب : الحسرة والندامة ، لأنهم ندموا على بنيانه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : أي حرارة وغيظا .
وقد كان هؤلاء الذين بنوا مسجد الضرار منافقين شاكين في دينهم ، ولكنهم ازدادوا بهدم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نفاقا وتصميما على الكفر ، ومقتا للإسلام ، لما أصابهم من الغيظ الشديد والغضب العظيم بهدمه ، ثم ذكر سبحانه ما يدل على استمرار هذه الريبة ودوامها ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110إلا أن تقطع قلوبهم أي لا يزال هذا إلا أن تتقطع قلوبهم قطعا ، وتتفرق أجزاء : إما بالموت أو بالسيف ، والمقصود أن هذه الريبة دائمة لهم ما داموا أحياء ، ويجوز أن يكون ذكر التقطع تصويرا لحال زوال الريبة .
وقيل : معناه : إلا أن يتوبوا توبة تتقطع بها قلوبهم ندما وأسفا على تفريطهم .
وقرأ
ابن عامر وحمزة وحفص ويعقوب وأبو جعفر بفتح حرف المضارعة ، وقرأ الجمهور بضمها .
وروي عن
يعقوب أنه قرأ " تقطع " بالتخفيف ، والخطاب للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : أي إلا أن تقطع يا
محمد قلوبهم .
وقرأ أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود : " ولو تقطعت قلوبهم " .
وقرأ
الحسن ويعقوب وأبو حاتم ، " إلى أن تقطع " على الغاية ، أي لا يزالون كذلك إلى أن يموتوا .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل
عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107والذين اتخذوا مسجدا ضرارا قال : هم أناس من الأنصار ابتنوا مسجدا ، فقال لهم أبو عامر الراهب : ابنوا مسجدكم واستمدوا بما استطعتم من قوة وسلاح فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم ، فآتي بجند من الروم ، فأخرج محمدا وأصحابه ، فلما فرغوا من مسجدهم أتوا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالوا : قد فرغنا من بناء مسجدنا فيجب أن تصلي فيه وتدعو بالبركة ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لا تقم فيه أبدا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ، عنه قال :
لما بنى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مسجد قباء خرج رجال من الأنصار منهم بجدح جد عبد الله بن حنيف ، ووديعة بن حزام ، ومجمع بن جارية الأنصاري ، فبنوا مسجد النفاق ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لبجدح : ويلك يا بجدح ما أردت إلى ما أرى ؟ ! فقال : يا رسول الله والله ما أردت إلا الحسنى وهو كاذب ، فصدقه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأراد أن يعذره ، فأنزل الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله يعني رجلا يقال له أبو عامر كان محاربا لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وكان قد انطلق إلى هرقل ، وكانوا يرصدون إذا قدم أبو عامر أن يصلي فيه ، وكان قد خرج من المدينة محاربا لله ولرسوله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ،
وابن مردويه ، عنه أيضا قال :
دعا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مالك بن الدخشم ، فقال مالك لعاصم : أنظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي ، فدخل على أهله فأخذ سعفات من نار ثم خرجوا يشتدون حتى دخلوا المسجد وفيه أهله فحرقوه وهدموه ، وخرج أهله فتفرقوا عنه ، فأنزل الله هذه الآية .
ولعل في هذه الرواية حذفا بين قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - دعا رسول الله
مالك بن الدخشم وبين قوله : فقال
مالك لعاصم ، ويبين ذلك ما أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ،
وابن مردويه ، عن
أبي رهم كلثوم بن الحصين الغفاري ، وكان من الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة قال :
أقبل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى نزل بذي أوان بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار ، وكان أصحاب مسجد الضرار قد كانوا أتوه وهو يتجهز إلى تبوك ، فقالوا : يا رسول الله إنا بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة الشاتية والليلة المطيرة ، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه ، قال : إني على جناح سفر ، ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلينا لكم فيه ، فلما نزل بذي أوان أتاه خبر المسجد ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مالك بن الدخشم أخا بني سالم بن عوف ، nindex.php?page=showalam&ids=8131ومعن بن عدي ، وأخاه عاصم بن عدي أحد بني العجلان ، فقال : انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه ، فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم بن عوف ، وهم رهط مالك بن الدخشم ، فقال مالك لمعن : أنظرني حتى أخرج إليك ، فدخل إلى أهله فأخذ سعفا من النخل فأشعل فيه نارا ، ثم خرجا يشتدان ، وفيه أهله فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه ، ونزل فيهم من القرآن ما نزل : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا إلى آخر القصة .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، إن الذين بنوا مسجد الضرار كانوا اثني عشر رجلا ، وذكرا أسماءهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وأحمد ،
ومسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
وأبو يعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ،
وأبو الشيخ ،
والحاكم ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020392اختلف رجلان : رجل من بني خدرة ، وفي لفظ : تماريت أنا ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أسس على التقوى ، فقال الخدري : هو مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وقال العمري : هو مسجد قباء ، فأتيا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فسألاه عن ذلك فقال : هو هذا المسجد لمسجد رسول الله ، وقال : في ذلك خير [ ص: 600 ] كثير ، يعني مسجد قباء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وأحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14413والزبير بن بكار في أخبار
المدينة ،
وأبو يعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
والحاكم في الكنى ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وأحمد ،
وابن المنذر ،
وأبو الشيخ ،
وابن مردويه ،
والخطيب ،
والضياء في المختارة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020393سألت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن المسجد الذي أسس على التقوى قال : هو مسجدي هذا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ،
nindex.php?page=showalam&ids=14679والضياء المقدسي في المختارة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت مرفوعا مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن مردويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ، من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت قال : المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم
مسجد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
قال
عروة :
مسجد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - خير منه ، إنما أنزلت في
مسجد قباء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : المسجد الذي أسس على التقوى :
مسجد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
وأخرج المذكوران عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري مثله .
وقد روي عن جماعة غير هؤلاء مثل قولهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والبيهقي في الدلائل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أنه
مسجد قباء .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
الضحاك ، مثله .
ولا يخفاك أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد عين هذا المسجد الذي أسس على التقوى ، وجزم بأنه مسجده - صلى الله عليه وآله وسلم - كما قدمنا من الأحاديث الصحيحة ، فلا يقاوم ذلك قول فرد من الصحابة ولا جماعة منهم ولا غيرهم ولا يصح لإيراده في مقابلة ما قد صح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ولا فائدة في إيراد ما ورد في فضل الصلاة في
مسجد قباء ، فإن ذلك لا يستلزم كونه المسجد الذي أسس على التقوى ، على أن ما ورد في فضائل مسجده - صلى الله عليه وآله وسلم - أكثر مما ورد في فضل
مسجد قباء بلا شك ولا شبهة تعم .
وأخرج
أبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ،
وأبو الشيخ ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020394نزلت هذه الآية في أهل قباء nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فيه رجال يحبون أن يتطهروا قال : وكانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية ، وفي إسناده
يونس بن الحارث ، وهو ضعيف .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ،
وأبو الشيخ ،
والحاكم ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020395لما نزلت هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فيه رجال يحبون أن يتطهروا بعث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى nindex.php?page=showalam&ids=174عويم بن ساعدة فقال : ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم ؟ ، فقالوا : يا رسول الله ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل فرجه ، أو قال : مقعدته ، فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : هو هذا .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
والحاكم ،
وابن مردويه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020396عن عويم بن ساعدة الأنصاري أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أتاهم في مسجد قباء فقال : إن الله قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم ، فما هذا الطهور الذي تتطهرون به ؟ ، قالوا : والله يا رسول الله ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود ، فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا ، رواه
أحمد ، عن
حسن بن محمد .
حدثنا
أبو أويس حدثنا
شرحبيل عن
nindex.php?page=showalam&ids=174عويم بن ساعدة فذكره .
وقد أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة في صحيحه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12644وابن الجارود في المنتقى ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ،
والحاكم ،
وابن مردويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12027طلحة بن نافع قال : حدثني
أبو أيوب nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك nindex.php?page=hadith&LINKID=1020397أن هذه الآية لما نزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فيه رجال يحبون أن يتطهروا قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم خيرا في الطهور فما طهوركم هذا ؟ ، قالوا : نتوضأ للصلاة ونغتسل من الجنابة ، قال : فهل مع ذلك غيره ؟ ، قالوا : لا ، غير أن أحدنا إذا خرج إلى الغائط أحب أن يستنجي بالماء ، قال : هو ذاك فعليكموه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وأحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ، في تاريخه
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
والبغوي في معجمه
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وابن مردويه ،
وأبو نعيم في المعرفة عن
محمد بن عبد الله بن سلام عن أبيه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020398لما أتى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - المسجد الذي أسس على التقوى مسجد قباء فقال : إن الله قد أثنى عليكم في الطهور خيرا أفلا تخبروني ؟ يعني قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين فقالوا : يا رسول الله إنا لنجده مكتوبا علينا في التوراة الاستنجاء بالماء ، ونحن نفعله اليوم .
وإسناد
أحمد ، في هذا الحديث هكذا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16872مالك يعني ابن مغول سمعت
سيارا أبا الحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب عن
محمد بن عبد الله بن سلام .
وقد روي عن جماعة من التابعين في ذكر سبب نزول الآية نحو هذا .
ولا يخفاك أن بعض هذه الأحاديث ليس فيه تعيين
مسجد قباء وأهله ، وبعضها ضعيف ، وبعضها لا تصريح فيه بأن المسجد الذي أسس على التقوى هو
مسجد قباء ، وعلى كل حال لا تقاوم تلك الأحاديث المصرحة بأن المسجد الذي أسس على التقوى هو
مسجد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في صحتها وصراحتها .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109فانهار به في نار جهنم قال : يعني قواعده في نار جهنم .
وأخرج
مسدد في مسنده
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم وصححه ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : لقد رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار حيث انهار على عهد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .
وأخرج
ابن المنذر ،
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم قال : يعني الشك
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110إلا أن تقطع قلوبهم يعني الموت .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15683حبيب بن أبي ثابت في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110ريبة في قلوبهم قال : غيظا في قلوبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110إلا أن تقطع قلوبهم قال : إلى أن يموتوا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
سفيان في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110إلا أن تقطع قلوبهم قال : إلا أن يتوبوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ أَصْنَافَ الْمُنَافِقِينَ ، وَبَيَّنَ طَرَائِقَهُمُ الْمُخْتَلِفَةَ ، عَطَفَ عَلَى مَا سَبَقَ هَذِهِ الطَّائِفَةَ مِنْهُمْ ، وَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا ، فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا عَلَى أَنَّ الَّذِينَ مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ مِنْهُمُ الْمَحْذُوفُ ، وَالْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى مَا تَقَدَّمَهَا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَوْصُولُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الذَّمِّ .
وَقَرَأَ الْمَدَنِيُّونَ
وَابْنُ عَامِرٍ " الَّذِينَ اتَّخَذُوا " بِغَيْرِ وَاوٍ ، فَتَكُونُ قِصَّةً مُسْتَقِلَّةً ، الْمَوْصُولُ مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ لَا تَقُمْ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ .
وَقَالَ
النَّحَّاسُ : إِنَّ الْخَبَرَ هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا وَقِيلَ : الْخَبَرُ مَحْذُوفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ يُعَذَّبُونَ ، وَسَيَأْتِي بَيَانُ هَؤُلَاءِ الْبَانِينَ لِمَسْجِدِ الضِّرَارِ ، وَ ضِرَارًا مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ ، أَوْ عَلَى الْعِلِّيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا مَعْطُوفَةٌ عَلَى ضِرَارًا .
فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ الْبَاعِثَ لَهُمْ عَلَى بِنَاءِ هَذَا الْمَسْجِدِ أُمُورٌ أَرْبَعَةٌ : الْأَوَّلُ : الضِّرَارُ لِغَيْرِهِمْ ، وَهُوَ الْمُضَارَرَةُ .
الثَّانِي : الْكُفْرُ بِاللَّهِ وَالْمُبَاهَاةُ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ ، لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا بِبِنَائِهِ تَقْوِيَةَ أَهْلِ النِّفَاقِ .
الثَّالِثُ : التَّفْرِيقُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ، لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ لَا يَحْضُرُوا
مَسْجِدَ قُبَاءٍ فَتَقِلُّ جَمَاعَةُ الْمُسْلِمِينَ ، وَفِي ذَلِكَ مِنِ اخْتِلَافِ الْكَلِمَةِ وَبُطْلَانِ الْأُلْفَةِ مَا لَا يَخْفَى .
الرَّابِعُ : الْإِرْصَادُ لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَيِ : الْإِعْدَادُ لِأَجْلِ مَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْإِرْصَادُ الِانْتِظَارُ .
وَقَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : الْإِرْصَادُ الِانْتِظَارُ مَعَ الْعَدَاوَةِ .
وَقَالَ الْأَكْثَرُونَ : هُوَ الْإِعْدَادُ ، وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ ، يُقَالُ : أَرْصَدْتُ لِكَذَا : إِذَا أَعْدَدْتُهُ مُرْتَقِبًا لَهُ بِهِ .
وَقَالَ
أَبُو زَيْدٍ : يُقَالُ رَصَدَتْهُ وَأَرْصَدْتُهُ فِي الْخَيْرِ ، وَأَرْصَدْتُ لَهُ فِي الشَّرِّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : لَا يُقَالُ إِلَّا أَرْصَدْتُ ، وَمَعْنَاهُ ارْتَقَبْتُ ، وَالْمُرَادُ بِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ : الْمُنَافِقُونَ ، وَمِنْهُمْ
أَبُو عَامِرٍ الرَّاهِبُ : أَيْ أَعَدُّوهُ لِهَؤُلَاءِ وَارْتَقَبُوا بِهِ وُصُولَهُمْ وَانْتَظَرُوهُمْ لِيُصَلُّوا فِيهِ حَتَّى يُبَاهُوا بِهِمُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَقَوْلُهُ : مِنْ قَبْلُ مُتَعَلِّقٌ بِـ ( اتَّخَذُوا ) أَيِ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَافِقَ هَؤُلَاءِ وَيَبْنُوا مَسْجِدَ الضِّرَارِ ، أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِـ ( حَارَبَ ) أَيْ : لِمَنْ وَقَعَ مِنْهُ الْحَرْبُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ مِنْ قَبْلِ بِنَاءِ مَسْجِدِ الضِّرَارِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى أَيْ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَصْلَةَ الْحُسْنَى ، وَهِيَ الرِّفْقُ بِالْمُسْلِمِينَ ، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ فِيمَا حَلَفُوا عَلَيْهِ .
ثُمَّ نَهَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ الضِّرَارِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا أَيْ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْقِيَامِ فِيهِ يَسْتَلْزِمُ النَّهْيَ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهِ .
وَقَدْ يُعَبَّرُ عَنِ الصَّلَاةِ بِالْقِيَامِ ، يُقَالُ فُلَانٌ يَقُومُ اللَّيْلَ : أَيْ يُصَلِّي ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019530مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا بِهِ وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .
ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عِلَّةَ النَّهْيِ عَنِ الْقِيَامِ فِيهِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ وَاللَّامُ فِي لَمَسْجِدٌ لَامُ الْقَسَمِ ، وَقِيلَ : لَامُ الِابْتِدَاءِ ، وَفِي ذَلِكَ تَأْكِيدٌ لِمَضْمُونِ الْجُمْلَةِ . وَتَأْسِيسُ الْبِنَاءِ : تَثْبِيتُهُ وَرَفْعُهُ ، وَمَعْنَى تَأْسِيسِهِ عَلَى التَّقْوَى : تَأْسِيسُهُ عَلَى الْخِصَالِ الَّتِي تَتَّقِي بِهَا الْعُقُوبَةَ .
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32745الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : هُوَ
مَسْجِدُ قُبَاءٍ كَمَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَالضَّحَّاكِ ،
وَالْحَسَنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ ، وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهُ
مَسْجِدُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَالْأَوَّلُ : أَرْجَحُ لِمَا سَيَأْتِي قَرِيبًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ مُتَعَلِّقٌ بِـ ( أُسِّسَ ) : أَيْ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ تَأْسِيسِهِ .
قَالَ بَعْضُ النُّحَاةِ : إِنَّ مِنْ هُنَا بِمَعْنَى مُنْذُ : أَيْ مُنْذُ أَوَّلِ يَوْمٍ ابْتُدِئَ بِبِنَائِهِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ .
وَالْمَعْنَى : لَوْ كَانَ الْقِيَامُ فِي غَيْرِهِ جَائِزًا لَكَانَ هَذَا أَوْلَى بِقِيَامِكَ فِيهِ لِلصَّلَاةِ وَلِذِكْرِ اللَّهِ ، لِكَوْنِهِ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ، وَلِكَوْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ أَحَقِّيَّةِ قِيَامِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِيهِ : أَيْ كَمَا أَنَّ هَذَا الْمَسْجِدَ أَوْلَى مِنْ جِهَةِ الْمَحَلِّ فَهُوَ أَوْلَى مِنْ جِهَةِ الْحَالِ فِيهِ ، وَيَجُوزُ أَنَّ تَكُونَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ أَيْ : حَالَ كَوْنِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ صِفَةً أُخْرَى لِ ( مَسْجِدٌ ) .
وَمَعْنَى مَحَبَّتِهِمْ لِلتَّطَهُّرِ : أَنَّهُمْ يُؤْثِرُونَهُ وَيَحْرِصُونَ عَلَيْهِ عِنْدَ عُرُوضِ مُوجِبِهِ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : يُحِبُّونَ التَّطَهُّرَ مِنَ الذُّنُوبِ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَقِيلَ : يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا بِالْحُمَّى الْمُطَهِّرَةِ مِنَ الذُّنُوبِ فَحُمُّوا جَمِيعًا ، وَهَذَا ضَعِيفٌ جِدًّا .
nindex.php?page=treesubj&link=19884_29700وَمَعْنَى مَحَبَّةِ اللَّهِ لَهُمُ الرِّضَا عَنْهُمْ ، وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهِمْ كَمَا يَفْعَلُ الْمُحِبُّ بِمَحْبُوبِهِ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ بَوْنًا بَعِيدًا ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ وَالْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ التَّقْرِيرِيِّ ، وَالْبُنْيَانُ مَصْدَرٌ كَالْعُمْرَانِ ، وَأُرِيدَ بِهِ الْمَبْنِيُّ ، وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ . وَالْمَعْنَى : أَنَّ مَنْ أَسَّسَ بِنَاءَ دِينِهِ عَلَى قَاعِدَةٍ قَوِيَّةٍ مُحْكَمَةٍ ، وَهِيَ تَقْوَى اللَّهِ وَرِضْوَانُهُ ، خَيْرٌ مِمَّنْ أَسَّسَ دِينَهُ عَلَى ضِدِّ ذَلِكَ ، وَهُوَ الْبَاطِلُ وَالنِّفَاقُ ، وَالْمَوْصُولُ مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ ( خَيْرٌ ) ، وَقُرِئَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى بِنَاءِ الْفِعْلِ لِلْفَاعِلِ ، وَنَصْبِ ( بُنْيَانَهُ ) ، وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو عُبَيْدَةَ ، وَقُرِئَ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ ، وَقُرِئَ " أَسَاسُ بُنْيَانِهِ " بِإِضَافَةِ ( أَسَاسُ ) إِلَى ( بُنْيَانِهِ ) ، وَقُرِئَ " أُسُّ بُنْيَانِهِ " وَالْمُرَادُ : أُصُولُ الْبِنَاءِ ، وَحَكَى
أَبُو حَاتِمٍ ، قِرَاءَةً أُخْرَى ، وَهِيَ " آسَاسُ بُنْيَانِهِ " عَلَى الْجَمْعِ ، وَمِنْهُ :
أَصْبَحَ الْمُلْكُ ثَابِتَ الْآسَاسِ بِالْبَهَالِيلِ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ
وَالشَّفَا : الشَّفِيرُ ، وَالْجُرُفُ : مَا يَتَجَرَّفُ بِالسُّيُولِ ، وَهِيَ الْجَوَانِبُ الَّتِي تَنْجَرِفُ بِالْمَاءِ ، وَالِاجْتِرَافُ : اقْتِلَاعُ الشَّيْءِ مِنْ أَصْلِهِ ، وَقُرِئَ بِضَمِّ الرَّاءِ مِنْ جَرَفَ وَبِإِسْكَانِهَا .
وَالْهَارُ :
[ ص: 599 ] السَّاقِطُ ، يُقَالُ هَارِ الْبِنَاءِ : إِذَا سَقَطَ ، وَأَصْلُهُ هَائِرٌ كَمَا قَالُوا : شَاكِ السِّلَاحِ وَشَائِكُ كَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ .
وَقَالَ
أَبُو حَاتِمٍ ، : إِنَّ أَصْلَهُ هَاوِرٌ .
قَالَ فِي شَمْسِ الْعُلُومِ : الْجُرُفُ مَا جَرَفَ السَّيْلُ أَصْلَهُ ، وَأَشْرَفَ أَعْلَاهُ فَإِنِ انْصَدَعَ أَعْلَاهُ فَهُوَ الْهَارُ اهـ ، جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هَذَا مَثَلًا لِمَا بَنَوْا عَلَيْهِ دِينَهُمُ الْبَاطِلَ الْمُضْمَحِلَّ بِسُرْعَةٍ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَفَاعِلُ فَانْهَارَ ضَمِيرٌ يَعُودُ إِلَى الْجُرُفِ : أَيْ فَانْهَارَ الْجُرُفُ بِالْبُنْيَانِ فِي النَّارِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ فِي بِهِ يَعُودُ إِلَى مَنْ ، وَهُوَ الْبَانِي .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ طَاحَ الْبَاطِلُ بِالْبَنَّاءِ ، أَوِ الْبَانِي فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، وَجَاءَ بِالِانْهِيَارِ الَّذِي هُوَ لِلْجُرُفِ تَرْشِيحًا لِلْمَجَازِ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَبْلَغَ هَذَا الْكَلَامَ ، وَأَقْوَى تَرَاكِيبَهُ ، وَأَوْقَعَ مَعْنَاهُ ، وَأَفْصَحَ مَبْنَاهُ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ بُنْيَانَهُمْ هَذَا مُوجِبٌ لِمَزِيدِ رَيْبِهِمْ ، وَاسْتِمْرَارِ تَرَدُّدِهِمْ وَشَكِّهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ أَيْ شَكًّا فِي قُلُوبِهِمْ وَنِفَاقًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
النَّابِغَةِ :
حَلَفْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِنَفْسِكَ رِيبَةً وَلَيْسَ وَرَاءَ اللَّهِ لِلْمَرْءِ مَذْهَبُ
وَقِيلَ : مَعْنَى الرَّيْبِ : الْحَسْرَةُ وَالنَّدَامَةُ ، لِأَنَّهُمْ نَدِمُوا عَلَى بُنْيَانِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : أَيْ حَرَارَةً وَغَيْظًا .
وَقَدْ كَانَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بَنَوْا مَسْجِدَ الضِّرَارِ مُنَافِقِينَ شَاكِّينَ فِي دِينِهِمْ ، وَلَكِنَّهُمُ ازْدَادُوا بِهَدْمِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - نِفَاقًا وَتَصْمِيمًا عَلَى الْكُفْرِ ، وَمَقْتًا لِلْإِسْلَامِ ، لِمَا أَصَابَهُمْ مِنَ الْغَيْظِ الشَّدِيدِ وَالْغَضَبِ الْعَظِيمِ بِهَدْمِهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مَا يَدُلُّ عَلَى اسْتِمْرَارِ هَذِهِ الرِّيبَةِ وَدَوَامِهَا ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ أَيْ لَا يَزَالُ هَذَا إِلَّا أَنْ تَتَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ قِطَعًا ، وَتَتَفَرَّقَ أَجْزَاءً : إِمَّا بِالْمَوْتِ أَوْ بِالسَّيْفِ ، وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَذِهِ الرِّيبَةَ دَائِمَةٌ لَهُمْ مَا دَامُوا أَحْيَاءً ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذِكْرُ التَّقَطُّعِ تَصْوِيرًا لِحَالِ زَوَالِ الرِّيبَةِ .
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : إِلَّا أَنْ يَتُوبُوا تَوْبَةً تَتَقَطَّعُ بِهَا قُلُوبُهُمْ نَدَمًا وَأَسَفًا عَلَى تَفْرِيطِهِمْ .
وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَحَفَصٌ وَيَعْقُوبُ وَأَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ بِضَمِّهَا .
وَرُوِيَ عَنْ
يَعْقُوبَ أَنَّهُ قَرَأَ " تَقْطَعَ " بِالتَّخْفِيفِ ، وَالْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : أَيْ إِلَّا أَنْ تَقْطَعَ يَا
مُحَمَّدُ قُلُوبَهُمْ .
وَقَرَأَ أَصْحَابُ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ : " وَلَوْ تَقَطَّعَتْ قُلُوبُهُمْ " .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ وَيَعْقُوبُ وَأَبُو حَاتِمٍ ، " إِلَى أَنْ تُقْطَعَ " عَلَى الْغَايَةَ ، أَيْ لَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ إِلَى أَنْ يَمُوتُوا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ
عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا قَالَ : هُمْ أُنَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ابْتَنَوْا مَسْجِدًا ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو عَامِرٍ الرَّاهِبُ : ابْنُوا مَسْجِدَكُمْ وَاسْتَمِدُّوا بِمَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَسِلَاحٍ فَإِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى قَيْصَرَ مِلْكِ الرُّومِ ، فَآتِي بِجُنْدٍ مِنَ الرُّومِ ، فَأُخْرِجُ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ مَسْجِدِهِمْ أَتَوُا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا : قَدْ فَرَغْنَا مِنْ بِنَاءِ مَسْجِدِنَا فَيَجِبُ أَنْ تَصِلِي فِيهِ وَتَدْعُوَ بِالْبَرَكَةِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْهُ قَالَ :
لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مَسْجِدَ قُبَاءٍ خَرَجَ رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْهُمْ بَجْدَحٌ جَدُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَوَدِيعَةُ بْنُ حِزَامٍ ، وَمُجَمِّعُ بْنُ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، فَبَنَوْا مَسْجِدَ النِّفَاقِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لِبَجْدَحٍ : وَيْلَكَ يَا بَجَدْحُ مَا أَرَدْتَ إِلَى مَا أَرَى ؟ ! فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلَّا الْحُسْنَى وَهُوَ كَاذِبٌ ، فَصَدَّقَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَأَرَادَ أَنْ يَعْذِرَهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَعْنِي رَجُلًا يُقَالُ لَهُ أَبُو عَامِرٍ كَانَ مُحَارِبًا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ قَدِ انْطَلَقَ إِلَى هِرَقْلَ ، وَكَانُوا يَرْصُدُونَ إِذَا قَدِمَ أَبُو عَامِرٍ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ ، وَكَانَ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ مُحَارِبًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْهُ أَيْضًا قَالَ :
دَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مَالِكَ بْنَ الدُّخْشُمِ ، فَقَالَ مَالِكٌ لِعَاصِمٍ : أَنْظِرْنِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ بِنَارٍ مِنْ أَهْلِي ، فَدَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ فَأَخَذَ سَعَفَاتٍ مِنْ نَارٍ ثُمَّ خَرَجُوا يَشْتَدُّونَ حَتَّى دَخَلُوا الْمَسْجِدَ وَفِيهِ أَهْلُهُ فَحَرَقُوهُ وَهَدَمُوهُ ، وَخَرَجَ أَهْلُهُ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ .
وَلَعَلَّ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ حَذْفًا بَيْنَ قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - دَعَا رَسُولُ اللَّهِ
مَالِكَ بْنَ الدُّخْشُمِ وَبَيْنَ قَوْلِهِ : فَقَالَ
مَالِكٌ لِعَاصِمٍ ، وَيُبَيِّنُ ذَلِكَ مَا أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
أَبِي رُهْمٍ كُلْثُومِ بْنِ الْحُصَيْنِ الْغِفَارِيِّ ، وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ قَالَ :
أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى نَزَلَ بِذِي أَوَانٍ بَلَدٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ، وَكَانَ أَصْحَابُ مَسْجِدِ الضِّرَارِ قَدْ كَانُوا أَتَوْهُ وَهُوَ يَتَجَهَّزُ إِلَى تَبُوكَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا بَنِينَا مَسْجِدًا لِذِي الْعِلَّةِ وَالْحَاجَةِ وَاللَّيْلَةِ الشَّاتِيَةِ وَاللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ ، وَإِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنَا فَتُصَلِّيَ لَنَا فِيهِ ، قَالَ : إِنِّي عَلَى جَنَاحِ سَفَرٍ ، وَلَوْ قَدِمْنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَتَيْنَاكُمْ فَصَلَّيْنَا لَكُمْ فِيهِ ، فَلَمَّا نَزَلَ بِذِي أَوَانٍ أَتَاهُ خَبَرُ الْمَسْجِدِ ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مَالِكَ بْنَ الدُّخْشُمِ أَخَا بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=8131وَمَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ ، وَأَخَاهُ عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ أَحَدَ بَنِي الْعَجْلَانِ ، فَقَالَ : انْطَلِقَا إِلَى هَذَا الْمَسْجِدِ الظَّالِمِ أَهْلُهُ فَاهْدِمَاهُ وَحَرِّقَاهُ ، فَخَرَجَا سَرِيعَيْنِ حَتَّى أَتَيَا بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ ، وَهُمْ رَهْطُ مَالِكِ بْنِ الدُّخْشُمِ ، فَقَالَ مَالِكٌ لِمَعْنٍ : أَنْظِرْنِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ ، فَدَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ فَأَخَذَ سَعَفًا مِنَ النَّخْلِ فَأَشْعَلَ فِيهِ نَارًا ، ثُمَّ خَرَجَا يَشْتَدَّانِ ، وَفِيهِ أَهْلُهُ فَحَرَّقَاهُ وَهَدَّمَاهُ وَتَفَرَّقُوا عَنْهُ ، وَنَزَلَ فِيهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ مَا نَزَلَ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا إِلَى آخِرِ الْقِصَّةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، إِنَّ الَّذِينَ بَنَوْا مَسْجِدَ الضِّرَارِ كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا ، وَذَكَرَا أَسْمَاءَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَأَحْمَدُ ،
وَمُسْلِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
وَأَبُو يَعْلَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13114وَابْنُ خُزَيْمَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020392اخْتَلَفَ رَجُلَانِ : رَجُلٌ مِنْ بَنِي خُدْرَةَ ، وَفِي لَفْظٍ : تَمَارَيْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ، فَقَالَ الْخُدْرِيُّ : هُوَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَقَالَ الْعُمَرِيُّ : هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءٍ ، فَأَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : هُوَ هَذَا الْمَسْجِدُ لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَقَالَ : فِي ذَلِكَ خَيْرٌ [ ص: 600 ] كَثِيرٌ ، يَعْنِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَأَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14413وَالزُّبَيْرُ بْنُ بَكَارٍ فِي أَخْبَارِ
الْمَدِينَةِ ،
وَأَبُو يَعْلَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَالْحَاكِمُ فِي الْكُنَى ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=31سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَأَحْمَدُ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْخَطِيبُ ،
وَالضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020393سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى قَالَ : هُوَ مَسْجِدِي هَذَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14679وَالضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ فِي الْمُخْتَارَةِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مَرْفُوعًا مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ، مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمِ
مَسْجِدُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
قَالَ
عُرْوَةُ :
مَسْجِدُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - خَيْرٌ مِنْهُ ، إِنَّمَا أُنْزِلَتْ فِي
مَسْجِدِ قُبَاءٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ : الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى :
مَسْجِدُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
وَأَخْرَجَ الْمَذْكُورَانِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مِثْلَهُ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ غَيْرِ هَؤُلَاءِ مِثْلُ قَوْلِهِمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ
مَسْجِدُ قُبَاءٍ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ ، مِثْلَهُ .
وَلَا يَخْفَاكَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَدْ عَيَّنَ هَذَا الْمَسْجِدَ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ، وَجَزَمَ بِأَنَّهُ مَسْجِدُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كَمَا قَدَّمْنَا مِنَ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ ، فَلَا يُقَاوِمُ ذَلِكَ قَوْلُ فَرْدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَلَا جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ وَلَا غَيْرِهِمْ وَلَا يَصِحُّ لِإِيرَادِهِ فِي مُقَابَلَةِ مَا قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَلَا فَائِدَةَ فِي إِيرَادِ مَا وَرَدَ فِي فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي
مَسْجِدِ قُبَاءٍ ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَسْتَلْزِمُ كَوْنَهُ الْمَسْجِدَ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ، عَلَى أَنَّ مَا وَرَدَ فِي فَضَائِلِ مَسْجِدِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَكْثَرُ مِمَّا وَرَدَ فِي فَضْلِ
مَسْجِدِ قُبَاءٍ بِلَا شَكٍّ وَلَا شُبْهَةٍ تَعُمُّ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو دَاوُدَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020394نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَهْلِ قُبَاءٍ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا قَالَ : وَكَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةُ ، وَفِي إِسْنَادِهِ
يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020395لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=174عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ فَقَالَ : مَا هَذَا الطُّهُورُ الَّذِي أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْكُمْ ؟ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا خَرَجَ مِنَّا رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ مِنَ الْغَائِطِ إِلَّا غَسَلَ فَرْجَهُ ، أَوْ قَالَ : مَقْعَدَتَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : هُوَ هَذَا .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13114وَابْنُ خُزَيْمَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020396عَنْ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَتَاهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فِي الطُّهُورِ فِي قِصَّةِ مَسْجِدِكُمْ ، فَمَا هَذَا الطُّهُورُ الَّذِي تَتَطَهَّرُونَ بِهِ ؟ ، قَالُوا : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَعْلَمُ شَيْئًا إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الْيَهُودِ ، فَكَانُوا يَغْسِلُونَ أَدْبَارَهُمْ مِنَ الْغَائِطِ فَغَسَلْنَا كَمَا غَسَلُوا ، رَوَاهُ
أَحْمَدُ ، عَنْ
حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ .
حَدَّثَنَا
أَبُو أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا
شُرَحْبِيلُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=174عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ فَذَكَرَهُ .
وَقَدْ أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنُ مَاجَهْ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12644وَابْنُ الْجَارُودِ فِي الْمُنْتَقَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269وَالدَّارَقُطْنِيُّ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12027طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
أَبُو أَيُّوبَ nindex.php?page=showalam&ids=36وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=9وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=1020397أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ لَمَّا نَزَلَتْ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ خَيْرًا فِي الطُّهُورِ فَمَا طُهُورُكُمْ هَذَا ؟ ، قَالُوا : نَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ وَنَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ ، قَالَ : فَهَلْ مَعَ ذَلِكَ غَيْرُهُ ؟ ، قَالُوا : لَا ، غَيْرَ أَنَّ أَحَدَنَا إِذَا خَرَجَ إِلَى الْغَائِطِ أَحَبَّ أَنْ يَسْتَنْجِيَ بِالْمَاءِ ، قَالَ : هُوَ ذَاكَ فَعَلَيْكُمُوهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَأَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ ، فِي تَارِيخِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَالْبَغَوَيُّ فِي مُعْجَمِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمَعْرِفَةِ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020398لَمَّا أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - الْمَسْجِدَ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ خَيْرًا أَفَلَا تُخْبِرُونِي ؟ يَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لِنَجِدُهُ مَكْتُوبًا عَلَيْنَا فِي التَّوْرَاةِ الِاسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ ، وَنَحْنُ نَفْعَلُهُ الْيَوْمَ .
وَإِسْنَادُ
أَحْمَدَ ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ هَكَذَا : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17294يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16872مَالِكٌ يَعْنِي ابْنِ مِغْوَلٍ سَمِعْتُ
سَيَّارًا أَبَا الْحَاكِمِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ فِي ذِكْرِ سَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ نَحْوُ هَذَا .
وَلَا يَخْفَاكَ أَنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ لَيْسَ فِيهِ تَعْيِينُ
مَسْجِدِ قُبَاءٍ وَأَهْلِهِ ، وَبَعْضَهَا ضَعِيفٌ ، وَبَعْضَهَا لَا تَصْرِيحَ فِيهِ بِأَنَّ الْمَسْجِدَ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى هُوَ
مَسْجِدُ قُبَاءٍ ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ لَا تُقَاوِمُ تِلْكَ الْأَحَادِيثَ الْمُصَرِّحَةَ بِأَنَّ الْمَسْجِدَ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى هُوَ
مَسْجِدُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي صِحَّتِهَا وَصَرَاحَتِهَا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ قَالَ : يَعْنِي قَوَاعِدَهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ .
وَأَخْرَجَ
مُسَدَّدٌ فِي مُسْنَدِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ الدُّخَانَ يَخْرُجُ مِنْ مَسْجِدِ الضِّرَارِ حَيْثُ انْهَارَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ قَالَ : يَعْنِي الشَّكَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ يَعْنِي الْمَوْتَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15683حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ قَالَ : غَيْظًا فِي قُلُوبِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ قَالَ : إِلَى أَنْ يَمُوتُوا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
سُفْيَانَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ قَالَ : إِلَّا أَنْ يَتُوبُوا .