الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( باب )

( الفصل الأول )

1982 - عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تسحروا فإن في السحور بركة " متفق عليه .

التالي السابق


( باب )

أي : في مسائل متفرقة من كتاب الصوم .

( الفصل الأول )

1982 - ( عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تسحروا " ) أمر ندب كما أجمعوا عليه أي تناولوا شيئا ما وقت السحر ، لحديث " تسحروا ولو بجرعة ماء " ، وقد صححه ابن حبان ، وقيل : إنه ضعيف لكنه يعمل به في فضائل الأعمال ، في القاموس : السحر هو قبيل الصبح ، وفي الكشاف هو السدس الأخير من الليل ، وقيل : وقته يدخل بنصف الليل " فإن في السحور " الرواية المحفوظة عند المحدثين فتح السين وهو ما يتسحر به من الطعام والشراب " بركة " لأن فيه أجرا عظيما بإقامة السنة ولكونه يستعين به الصائم على صومه لقيام ذلك الأكل مقام أكل يومه ، في النهاية أكثر ما يروى بالفتح وقيل الصواب بالضم ، لأنه المصدر ، والأجر في الفعل لا في الطعام اهـ ويمكن أن [ ص: 1381 ] يقال الصواب بالفتح لأن الفعل إنما يثاب عليه لكونه موافقا لاستعمال السنة ، فإذا أثيب على أثره فبالأولى على نفسه فيفيد من المبالغة ما لا يخفى ، كما ورد في الحديث : " مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء " مع أن تفسير البركة بالثواب غريب ، وسيأتي : هلم إلى الغداء المبارك في الحديث ، قال ابن الهمام : قيل : المراد بالبركة حصول التقوي به على صوم الغد ، بدليل ما روي عنه - صلى الله عليه وسلم - : " استعينوا بمقابلة النهار على قيام الليل ، وبأكل السحور على صيام النهار " ، أو المراد زيادة الثواب لاستنانه بسنن المرسلين ، قال - صلى الله عليه وسلم - : " فرق ما بين صومنا وصوم أهل الكتاب أكلة السحر " ولا منافاة ، فليكن المراد بالبركة كلا من الأمرين ، والسحور ما يؤكل في السحر وهو السدس الأخير من الليل ، وقوله في النهاية : هو على حذف مضاف تقديره في أكل السحور بركة بناء على ضبطه بضم السين جمع سحر ، فأما على فتحها وهو الأعرف في الرواية فهو اسم للمأكول في السحر اهـ وفيه أن السحور جمع سحر ، غير معروف ، والظاهر أن تقدير المضاف على رواية فتح السين إشارة إلى أن البركة في أكل السحور لا في نفس السحور ، كما قيل ، ويدل على ما قلنا قوله - صلى الله عليه وسلم - : " وبأكل السحور " في نفس الحديث المتقدم في كلامه ، والله أعلم ( متفق عليه ) .




الخدمات العلمية