الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ) .

                                                                                                                                                                                                                                            قوله تعالى ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ) .

                                                                                                                                                                                                                                            واعلم أن هذا هو النوع الخامس من دلائل التوحيد ، وفيه بحثان :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : ذكروا في هذا الماء قولين :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدهما : أنه الماء الذي خلق منه أصول الحيوان ، وهو الذي عناه بقوله : ( والله خلق كل دابة من ماء ) [النور : 45] .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : أن المراد النطفة ؛ لقوله : ( خلق من ماء دافق ) [الطارق : 6] ، ( من ماء مهين ) [المرسلات : 20] .

                                                                                                                                                                                                                                            البحث الثاني : المعنى أنه تعالى قسم البشر قسمين ذوي نسب ، أي : ذكورا ينسب إليهم ، فيقال : فلان بن فلان ، وفلانة بنت فلان ، وذوات صهر ، أي : إناثا يصاهرون ونحوه ، قوله تعالى : ( فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) [القيامة : 39] ، ( وكان ربك قديرا ) حيث خلق من النطفة الواحدة نوعين من البشر الذكر والأنثى .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية