الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (12) قوله: مثلهن : العامة بالنصب، وفيه وجهان، أحدهما: أنه عطف على "سبع سماوات" قاله الزمخشري . واعترض [ ص: 361 ] الشيخ بلزوم الفصل بين حرف العطف، وهو على حرف واحد، وبين المعطوف بالجار والمجرور، وهو مختص بالضرورة عند أبي علي. قلت: وهذا نظير قوله: آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة عند ابن مالك، وقد تقدم تحرير هذا الخلاف في البقرة والنساء وهود عند قوله: وإذا حكمتم بين الناس ، ومن وراء إسحاق يعقوب .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه منصوب بمقدر بعد الواو، أي: وخلق مثلهن من الأرض. واختلف الناس في المثلية، فقيل: مثلها في العدد. وقيل: في بعض الأوصاف فإن المثلية تصدق بذلك، والأول هو المشهور. وقرأ عاصم في رواية "مثلهن" بالرفع على الابتداء والجار قبله خبره.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: يتنزل يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون نعتا لما قبله، وقاله أبو البقاء . وقرأ أبو عمرو في رواية وعيسى "ينزل" بالتشديد، [ ص: 362 ] أي: الله، "الأمر" مفعول به، والضمير في "بينهن" عائد على السماوات والأرضين عند الجمهور، أو على السماوات والأرض عند من يقول: إنها أرض واحدة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: لتعلموا متعلق بـ "خلق" أو بـ "يتنزل" والعامة "لتعلموا" خطابا، وبعضهم بياء الغيبة.

                                                                                                                                                                                                                                      [تمت بعونه تعالى سورة الطلاق]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية