الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 375 ] آ. (12) قوله: ومريم : عطف على "امرأت فرعون" ضرب الله تعالى المثل للكافرين بامرأتين وللمؤمنين بامرأتين. وقال أبو البقاء : "ومريم أي: واذكر مريم. وقيل: ومثل مريم". انتهى. وهذا لا حاجة إليه مع ظهور المعنى الذي ذكرته.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العامة "ابنة" بنصب التاء. وأيوب السختياني بسكون الهاء وصلا، أجرى الوصل مجرى الوقف. والعامة أيضا "فنفخنا فيه" أي: في الفرج. وعبد الله "فيها" أي: في الجملة. وتقدم في الأنبياء مثله.

                                                                                                                                                                                                                                      والعامة أيضا "وصدقت" بتشديد الدال. ويعقوب وقتادة وأبو مجلز وعاصم في رواية بتخفيفها أي: صدقت فيما أخبرت به من أمر عيسى عليه السلام. والعامة على "بكلمات" جمعا. والحسن ومجاهد والجحدري "بكلمة" بالإفراد. فقيل: المراد بها عيسى لأنه كلمة الله. وتقدم الخلاف في كتابة "وكتبه" في أواخر البقرة. وقرأ أبو رجاء "وكتبه" بسكون التاء وهو تخفيف حسن، وروي عنه "وكتبه" بفتح الكاف. قال أبو الفضل: مصدر وضع موضع الاسم يعني: ومكتوبه.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 376 ] قوله: من القانتين يجوز في "من" وجهان، أحدهما: أنها لابتداء الغاية. والثاني: أنها للتبعيض، وقد ذكرهما الزمخشري فقال: "ومن للتبعيض. ويجوز أن تكون لابتداء الغاية، على أنها ولدت من القانتين; لأنها من أعقاب هارون أخي موسى عليهما السلام". قال الزمخشري : فإن قلت: لم قيل: "من القانتين" على التذكير؟ قلت: لأن القنوت صفة تشمل من قنتت من القبيلين، فغلب ذكوره على إناثه.

                                                                                                                                                                                                                                      [تمت بعونه تعالى سورة التحريم]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية