الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
284 الأصل

[ 251 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا ابن عيينة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام قال: صلى بنا حذيفة على دكان مرتفع يسجد عليه، فجبذه أبو مسعود فتابعه حذيفة، فلما قضى صلاته قال أبو مسعود: أليس نهي عن هذا؟

فقال له حذيفة: ألم ترني تابعتك.
.

التالي السابق


الشرح

إبراهيم: هو ابن يزيد بن عمرو، وقيل: ابن يزيد بن الأسود بن عمرو بن ربيعة، أبو عمران الكوفي النخعي.

سمع: علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، وأبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وهمام بن الحارث.

وروى عنه: الحكم، ومنصور، والأعمش.

مات سنة خمس أو ست وتسعين.

وهمام: هو ابن الحارث النخعي الكوفي [ ص: 472 ]

سمع: حذيفة، وجرير بن عبد الله، وعمارا، وعدي بن حاتم، والمقداد بن الأسود.

توفي في ولاية الحجاج.

وحذيفة: هو ابن اليمان حسيل بن عمرو بن ربيعة، أبو عبد الله العبسي الكعكي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المشهورين.

روى عنه: أبو وائل، وأبو إدريس الخولاني، وربعي بن حراش، وقيس بن أبي حازم، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.

مات بالمدائن سنة خمس وثلاثين قبل عثمان رضي الله عنهما بأربعين ليلة.

وفيه أن المستحب أن يستوي موضع الإمام والمأمومين، وكأن حذيفة نسي ذلك فلما ذكر عاد إلى المستحب، قال الشافعي: نعم لو أراد الإمام أن يعلم القوم أفعال الصلاة فصلى على الشيء المرتفع ليريهم ركوعه وسجوده فعل كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر مرة للتعليم كما تقدم.

والسابق إلى الفهم من اللفظ أن الجبذ ومتابعة حذيفة كان في خلال الصلاة، وقد يستدل به على أن الفعل القليل لا يفسد الصلاة، وعلى أنه يحسن المبادرة إلى النصيحة وقبولها.




الخدمات العلمية