الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        4339 - حدثنا روح بن الفرج ، قال : ثنا أحمد بن صالح ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا جريج ، قال : أخبرني حبيب بن أبي ثابت ، أن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو ، والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن أخبراه ، أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث يخبر عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها أنها أخبرته ، فذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله .

                                                        قالوا : فلما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن سبعت لك ، سبعت لنسائي ، أي : أعدل بينك وبينهن ، فأجعل لكل واحدة منهن سبعا ، كما أقمت عندك سبعا . كان كذلك أيضا إذا جعل لها ثلاثا ، جعل لكل واحدة منهن كذلك أيضا .

                                                        وقال أصحاب المقالة الأولى : فما معنى قوله : ( ثم أدور ؟ ) .

                                                        [ ص: 30 ] قيل لهم : يحتمل ، ثم أدور بالثلاث عليهن جميعا ؛ لأنه لو كانت الثلاث حقا لها ، دون سائر النساء لكان إذا أقام عندها سبعا ، كانت ثلاث منهن غير محسوبة عليها ، ولوجب أن يكون لسائر النساء أربع أربع .

                                                        فلما كان الذي للنساء إذا أقام عندها سبعا سبعا ، لكل واحدة منهن ، كان كذلك إذا أقام عندها ثلاثا ، لكل واحدة منهن ثلاث ثلاث .

                                                        هذا هو النظر الصحيح مع استقامة تأويل هذه الآثار عليه ، وهو قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد ، رحمة الله عليهم أجمعين .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية