الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وإن ضمن ) الضامن ( معرفته ) أي : معرفة إنسان بأن جاء إنسان إلى آخر يستدين منه فقال له : أنا لا أعرفك لا أعطيك فضمن له إنسان معرفته ، فداينه ثم غاب المستدين أو توارى ( أخذ ) بالبناء للمفعول ، أي : ضامن المعرفة ( به ) أي : بالمستدين قال أحمد : في رواية أبي طالب فيمن ضمن لرجل معرفة رجل أخذ به فإن لم يقدر ضمن .

                                                                                                                      ( و ) قال الشيخ التقي : في شرح المحرر ضمان المعرفة ( معناه : إني أعرفك من هو وأين هو ؟ ) وقال ابن عقيل : في الفصول بعد حكايته لنص الإمام المذكور : وهذا يعطى أن أحمد جعل ضمان المعرفة توثقة لمن له المال ف ( كأنه قال : ضمنت لك حضوره ) متى أردت لأنك أنت لا تعرفه ، ولا يمكنك إحضار من لا تعرفه فأنا أعرفه فأحضره لك متى أردت فصار كقوله : تكفلت ببدنه انتهى فيطالب ضامن المعرفة بإحضاره فإن عجز عن إحضاره مع حياته لزمه ما عليه لمن ضمن معرفته له .

                                                                                                                      وقوله ( فإن لم يعرفه ) من هو وأين هو ؟ ( ضمن ) ما عليه ( وإن عرفه ) ذلك ( فليس عليه أن يحضر ) هذا تتمة كلام الشيخ التقي مفرعا على ما اختاره قال : وظاهر هذه الرواية أي : رواية أبي طالب المذكورة : لا يخالف ذلك بل يوافقه ; لأنه قد قال غيره : وأما قوله : فإن لم يقدر عليه : فيحتمل : لم يقدر على إحضاره ويحتمل على تعريفه انتهى والاحتمال الثاني رده في شرح المنتهى بأربعة أوجه وأحسن في الرد وقد علمت ما في كلام المصنف وخلطه أحد القولين بالآخر [ ص: 376 ] وجعل المفرع على الأول مفرعا على الثاني .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية