الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (4) قوله: من ذنوبكم : في "من" هذه أوجه، أحدها: أنها تبعيضية. والثاني: أنها لابتداء الغاية. والثالث: أنها لبيان [ ص: 468 ] الجنس وهو مردود لعدم تقدم ما تبينه. الرابع: أنها مزيدة. قال ابن عطية: "وهو مذهب كوفي". قلت: ليس مذهبهم ذلك; لأنهم يشترطون تنكير مجرورها ولا يشترطون غيره. والأخفش لا يشترط شيئا، فزيادتها هنا ماش على قوله، لا على قولهم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ويؤخركم إلى أجل قال الزمخشري : "فإن قلت: كيف قال: "ويؤخركم" مع إخباره بامتناع تأخيره؟ قلت: قضى الله أن قوم نوح إن آمنوا عمرهم ألف سنة، وإن بقوا على كفرهم أهلكهم على رأس تسعمائة. فقيل لهم: إن آمنتم أخرتم إلى الأجل الأطول، ثم أخبرهم أنه إذا جاء ذلك الأجل الأمد لا يؤخر". انتهى. وقد تعلق بهذه الآية من يقول بالأجلين. وتقدم جوابه. وقوله: لو كنتم تعلمون جوابها محذوف أي: لبادرتم إلى ما أمركم به.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية