الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (8) قوله: جهارا : يجوز أن يكون مصدرا من المعنى; لأن الدعاء يكون جهارا وغيره، فهو من باب: قعد القرفصاء، وأن يكون المراد بـ "دعوتهم": جاهرتهم، وأن يكون نعت مصدر محذوف أي: دعاء جهارا، وأن يكون مصدرا في موضع الحال أي: مجاهرا، أو ذا جهار، أو جعل نفس المصدر مبالغة. قال الزمخشري : "فإن قلت: ذكر أنه دعاهم ليلا ونهارا، ثم دعاهم جهارا، ثم دعاهم في السر والعلن فيجب أن تكون ثلاث دعوات مختلفات حتى يصح العطف. قلت: قد فعل عليه السلام كما يفعل الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في الابتداء بالأهون، والترقي في الأشد فالأشد، فافتتح في المناصحة بالسر، فلما لم يقبلوا ثنى بالمجاهرة، فلما لم يقبلوا ثلث بالجمع بين الإسرار والإعلان. ومعنى "ثم" الدلالة على تباعد الأحوال، لأن الجهار أغلظ من الإسرار، والجمع بين الأمرين أغلظ من إفراد أحدهما. قال الشيخ : "وتكرر كثيرا له أن "ثم" للاستبعاد ولا نعلمه لغيره". قلت: هذا القول بعدما سمعت من ألفاظ الزمخشري تحامل عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية