الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( الذين يظاهرون منكم من نسائهم ) الآية [ 2 ] .

                                                                                                                                                                  790 - أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري قال : أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن زياد النيسابوري قال : حدثنا أبو بكر محمد بن الأشعث قال : حدثنا محمد بن بكار قال : حدثنا سعيد بن بشير أنه سأل قتادة عن الظهار قال : فحدثني أن أنس بن مالك قال : إن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خويلة بنت ثعلبة ، فشكت ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت : ظاهر مني حين كبر سني ورق [ ص: 212 ] عظمي . فأنزل الله تعالى آية الظهار ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأوس : " أعتق رقبة " ، فقال : ما لي بذلك يدان قال : " فصم شهرين متتابعين " قال : أما إني إذا أخطأني أن لا آكل في اليوم [ مرتين ] كل بصري قال : " فأطعم ستين مسكينا " قال لا أجد إلا أن تعينني منك بعون وصلة قال : فأعانه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمسة عشر صاعا حتى جمع الله له ، والله رحيم ، وكانوا يرون أن عنده مثلها ; وذلك لستين مسكينا .

                                                                                                                                                                  791 - أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حامد العدل قال : حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله بن زكريا قال : أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سيار قال : أخبرنا [ عبد العزيز بن يحيى بن يوسف قال حدثنا ] أبو الأصبغ الحراني قال : حدثنا محمد بن مسلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن معمر بن عبد الله بن حنظلة ، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال : حدثتني خويلة بنت ثعلبة وكانت عند أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت ، قالت : دخل علي ذات يوم وكلمني بشيء وهو فيه كالضجر ، فراددته فغضب فقال : أنت علي كظهر أمي ، ثم خرج في نادي قومه ، ثم رجع إلي فراودني عن نفسي ، فامتنعت منه ، فشادني فشاددته فغلبته بما تغلب به المرأة الرجل الضعيف ، فقلت : كلا - والذي نفس خويلة بيده - لا تصل إلي حتى يحكم الله تعالى في وفيك بحكمه ، ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أشكو ما لقيت ، فقال : زوجك وابن عمك اتقي الله وأحسني صحبته ، فما برحت حتى نزل القرآن : ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) إلى قوله : ( إن الله سميع بصير ) حتى انتهى إلى الكفارة قال : " مريه فليعتق رقبة " ، قلت : يا نبي الله ، والله ما عنده رقبة يعتقها قال : " مريه فليصم شهرين متتابعين " ، قلت : يا نبي الله ، والله إنه شيخ كبير ما به من صيام قال : " فليطعم ستين مسكينا " ، قلت : يا نبي الله ، والله ما عنده ما يطعم ، فقال : " بلى سنعينه بعرق من تمر - مكتل يسع ثلاثين صاعا - " ، قالت : قلت : وأنا أعينه بعرق آخر قال : " قد أحسنت ، فليتصدق " .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية