الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شجن

                                                          شجن : الشجن : الهم والحزن ، والجمع أشجان وشجون . شجن بالكسر شجنا وشجونا فهو شاجن وشجن وتشجن وشجنه الأمر يشجنه شجنا وشجونا وأشجنه : أحزنه ; وقوله :


                                                          يودع بالأمراس كل عملس من المطعمات اللحم غير الشواجن



                                                          إنما يريد أنهن لا يحزن مرسليها وأصحابها لخيبتها من الصيد ، بل يصدنه ما شاء . وشجنت الحمامة تشجن شجونا : ناحت وتحزنت . والشجن : هوى النفس . والشجن : الحاجة ، والجمع أشجان ، والشجن بالتحريك : الحاجة أينما كانت ; قال الراجز :


                                                          إني سأبدي لك فيما أبدي     لي شجنان شجن بنجد
                                                          وشجن لي ببلاد الهند



                                                          والجمع أشجان وشجون ; قال :


                                                          ذكرتك حيث استأمن الوحش والتقت     رفاق من الآفاق شتى شجونها



                                                          ويروى : لحونها أي لغاتها ، وأراد أرضا كانت له شجنا لا وطنا أي حاجة ، وهذا البيت استشهد الجوهري بعجزه وتممه ابن بري وذكر عجزه :


                                                          ذكرتك حيث استأمن الوحش والتقت     رفاق به والنفس شتى شجونها

                                                          قال : ومن هذه القصيدة :


                                                          رغا صاحبي عند البكاء كما رغت     موشمة الأصراف رخص عرينها



                                                          وأنشد ابن بري أيضا :

                                                          [ ص: 28 ]

                                                          حتى إذا قضوا لبانات الشجن     وكل حاج لفلان أو لهن



                                                          قال : فلان : كناية عن المعرفة ، وهن كناية عن النكرة . وشجنته الحاجة تشجنه شجنا : حبسته ، وشجنتني تشجنني . وما شجنك عنا أي ما حبسك ، ورواه أبو عبيد : ما شجرك . وقالوا : شاجنتي شجون ، كقولهم : عابلتي عبول . وقد أشجنني الأمر فشجنت أشجن شجونا . الليث : شجنت شجنا أي صار الشجن في ، وأما تشجنت فكأنه بمعنى تذكرت ، وهو كقولك : فطنت فطنا ، وفطنت للشيء فطنة وفطنا ; وأنشد :


                                                          هيجن أشجانا لمن تشجنا



                                                          والشجن والشجنة والشجنة والشجنة : الغصن المشتبك . ابن الأعرابي يقال : شجنة وشجن وشجن للغصن ، وشجنة وشجن وشجنة وشجن وشجنات وشجنات وشجنات وشجنات . الجوهري : والشجنة والشجنة عروق الشجر المشتبكة . وبيني وبينه شجنة رحم وشجنة رحم ، أي قرابة مشتبكة . والشجن والشجنة والشجنة : الشعبة من الشيء . والشجنة : الشعبة من العنقود تدرك كلها ، وقد أشجن الكرم وتشجن الشجر : التف . وفي المثل : الحديث ذو شجون ، أي فنون وأغراض ، وقيل : أي يدخل بعضه في بعض ، أي ذو شعب وامتساك بعضه ببعض ، وقال أبو عبيد : يراد أن الحديث يتفرق بالإنسان شعبه ووجهه ، وقال أبو طالب : معناه ذو فنون ، وتشبث بعضه ببعض ، قال أبو عبيد : يضرب هذا مثلا للحديث يستذكر به غيره قال : وكان المفضل الضبي يحدث عن ضبة بن أد بهذا المثل ، وقد ذكره غيره قال : كان قد خرج لضبة بن أد ابنان : سعد وسعيد في طلب إبل ، فرجع سعد ولم يرجع سعيد ، فبينا هو يساير الحارث بن كعب إذ قال له : في هذا الموضع قتلت فتى ووصف صفة ابنه ، وقال هذا سيفه ، فقال ضبة : أرني أنظر إليه ، فلما أخذه عرف أنه سيف ابنه ، فقال : الحديث ذو شجون ، ثم ضرب به الحارث فقتله ، وفيه يقول الفرزدق :


                                                          فلا تأمنن الحرب إن استعارها     كضبة إذ قال : الحديث شجون



                                                          ثم إن ضبة لامه الناس في قتل الحارث في الأشهر الحرم ، فقال : سبق السيف العذل . ويقال : إن سبق السيف العذل لخريم الهذلي : والشجنة والشجنة : الرحم المشتبكة . وفي الحديث : الرحم شجنة من الله معلقة بالعرش تقول : اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ، أي الرحم مشتقة من الرحمن تعالى قال أبو عبيدة : يعني قرابة من الله مشتبكة كاشتباك العروق شبهه بذلك مجازا أو اتساعا ، وأصل الشجنة بالكسر والضم شعبة من غصن من غصون الشجرة ، والشجنة لغة فيه ; عن ابن الأعرابي ، وقيل : الشجنة الصهر . وناقة شجن : متداخلة الخلق مشتبك بعضها ببعض كما تشتبك الشجرة ; وفي حديث سطيح الكاهن :


                                                          تجوب بي الأرض علنداة شجن



                                                          أي ناقة متداخلة الخلق كأنها شجرة متشجنة أي متصلة الأغصان بعضها ببعض ، ويروى : شزن وسيجيء والشجنة بكسر الشين : الصدع في الجبل ; عن اللحياني . والشاجنة : ضرب من الأودية ينبت نباتا حسنا ، وقيل : الشواجن والشجون أعالي الوادي ، واحدها شجن ; قال ابن سيده : وإنما قلت إن واحدها شجن لأن أبا عبيدة حكى ذلك وليس بالقياس لأن فعلا لا يكسر على فواعل ، لا سيما وقد وجدنا الشاجنة فأن يكون الشواجن جمع شاجنة أولى ، وقال الطرماح :


                                                          كظهر اللأى لو تبتغى رية به     نهارا لعيت في بطون الشواجن



                                                          وكذلك روى الأزهري عن أبي عمرو : الشواجن أعالي الوادي ، واحدتها شاجنة . وقال شمر : جمع شجن أشجان . قال الأزهري : وفي ديار ضبة واد يقال له : الشواجن في بطنه أطواء كثيرة ، منها لصاف واللهابة وثبرة ، ومياهها عذبة . الجوهري : الشجن بالتسكين واحد شجون الأودية ، وهي طرقها . والشاجنة : واحدة الشواجن ، وهي أودية كثيرة الشجر ; وقال مالك بن خالد الخناعي :


                                                          لما رأيت عدي القوم يسلبهم     طلح الشواجن والطرفاء والسلم
                                                          كفت ثوبي لا ألوي على أحد     إني شنئت الفتى كالبكر يختطم



                                                          عدي : جمع عاد ، كغزي جمع غاز ، وقوله : يسلبهم طلح الشواجن أي لما هربوا تعلقت ثيابهم بالطلح فتركوها وأنشد ابن بري للطرماح في شاجنة للواحدة :


                                                          أمن دمن بشاجنة الحجون     عفت منها المنازل منذ حين



                                                          وقول الحذلمي :


                                                          فضارب الضبه وذي الشجون



                                                          يجوز أن يعني به واديا ذا الشجون ، وأن يعني به موضعا . وشجنة بالكسر : اسم رجل ، وهو شجنة بن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ; قال الشاعر :


                                                          كرب بن صفوان بن شجنة لم يدع     من دارم أحدا ولا من نهشل



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية