الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2185 حدثنا أبو كريب حدثنا صيفي بن ربعي عن عبد الله بن عمر عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الأمة خسف ومسخ وقذف قالت قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا ظهر الخبث قال أبو عيسى هذا حديث غريب من حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه وعبد الله بن عمر تكلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا صيفي بن ربعي ) بكسر الراء الأنصاري أبو هشام الكوفي صدوق يهم من [ ص: 348 ] التاسعة ( عن عبيد الله بن عمر ) هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني أبو عثمان ، ثقة ثبت قدمه أحمد بن صالح على مالك في نافع ، وقدمه ابن معين في القاسم عن عائشة على الزهري عن عروة عنها ، من الخامسة ; قاله الحافظ في التقريب ، وقال في تهذيب التهذيب في ترجمته : روى عن القاسم بن محمد بن أبي بكر وغيره وعنه أخوه عبد الله وغيره ( عن القاسم بن محمد ) بن أبي بكر الصديق التيمي ، ثقة أحد الفقهاء بالمدينة ، قال أيوب : ما رأيت أفضل منه ، من كبار الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( خسف ومسخ وقذف ) قال في القاموس : خسف المكان يخسف خسوفا ذهب في الأرض ، وقال مسخه كمنعه حول صورته إلى أخرى أقبح ، وقال قذف بالحجارة يقذف رمى بها ( أنهلك ) بفتح اللام من الإهلاك أو بكسر اللام من الهلاك ( وفينا الصالحون ) جملة حالية ( إذا ظهر الخبث ) هو بفتح الخاء والباء وفسره الجمهور بالفسوق والفجور ، وقيل المراد الزنا خاصة ، وقيل أولاد الزنا ، والظاهر أنه المعاصي مطلقا ، ومعنى الحديث أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك العام ، وإن كان هناك صالحون ، قاله النووي .

                                                                                                          قوله : ( وعبد الله بن عمر تكلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه ) اعلم أن عبد الله بن عمر العمري مكبرا وعبيد الله بن عمر العمري مصغرا أخوان ، فالمكبر ضعيف والمصغر ثقة .




                                                                                                          الخدمات العلمية