الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا ...إلخ من بشاراتهم في الدنيا أي: أعوانكم في أموركم نلهمكم الحق ونرشدكم إلى ما فيه خيركم وصلاحكم ولعل ذلك عبارة عما يخطر ببال المؤمنين المستمرين على الطاعات من أن ذلك بتوفيق الله تعالى وتأييده لهم بواسطة الملائكة عليهم السلام. وفي الآخرة نمدكم بالشفاعة ونتلقاكم بالكرامة حين يقع بين الكفرة وقرنائهم ما يقع من التعادي والخصام. ولكم فيها أي: في الآخرة. ما تشتهي أنفسكم من فنون الطيبات. ولكم فيها ما تدعون ما تتمنون افتعال من الدعاء بمعنى الطلب أي: تدعون لأنفسكم وهو أعم من الأول ولكم في الموضعين خبر و"ما" مبتدأ و"فيها" حال من ضميره في الخبر وعدم الاكتفاء بعطف "ما تدعون" على "ما تشتهي" للإشباع في البشارة والإيذان باستقلال كل منهما.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية