الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( فمن ارتد مكلفا مختارا ) ( ولو أنثى دعي ) إلى الإسلام ( واستتيب ثلاثة أيام وجوبا ) لحديث أم مروان وتقدم وروى مالك في الموطأ عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري عن أبيه " أنه قدم على عمر رجل من قبل أبي موسى فقال له عمر : هل كان من مغربة خبر قال نعم رجل كفر بعد إسلامه فقال ما فعلتم به قال : قربناه فضربنا عنقه قال عمر : فهلا حبستموه ثلاثا وأطعمتموه كل يوم رغيفا وأسقيتموه لعله يتوب أو يراجع الله ، اللهم إني لم أحضر ولم آمر ولم أرض إذ بلغني " ولو لم تجب الاستتابة لما برئ من فعلهم وأحاديث الأمر بقتله تحمل على ذلك جمعا بين الأخبار ( وينبغي أن يضيق عليه ) مدة الاستتابة ( ويحبس ) لقول عمر فهلا حبستموه ثلاثا وأطعمتموه كل يوم رغيفا وأسقيتموه ولئلا يلحق بدار حرب وينبغي أن يكرر دعايته لعله [ ص: 397 ] يراجع دينه ( فإن تاب لم يعزر ) ولو بعد مدة الاستتابة لأن فيه تنفيرا له عن الإسلام ( وإن أصر ) على ردته ( قتل بالسيف ) ولا يحرق بالنار لحديث { إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة } وحديث { من بدل دينه فاقتلوه ولا تعذبوه بعذاب الله - يعني النار - } رواه البخاري وأبو داود ( إلا رسول كفار ) فلا يقتل ولو مرتدا ( بدليل رسول مسيلمة ) حاربه أبو بكر رضي الله عنه وقتل على يد وحشي قاتل حمزة وكان وحشيا يقول قتلت خير الناس في الجاهلية أي : جاهليته وشرها في الإسلام مسيلمة الكذاب - بكسر اللام - ورسولاه وهما ابن النواحة وابن أثال جاءا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقتلهما

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية