الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الشريكين في البلدين يجهز أحدهما على صاحبه كيف نفقتهما قلت : أرأيت إن اشتركنا بمال كثير ، وهو في بلد وأنا في بلد ، يجهز علي وأجهز عليه ؟ قال : لا بأس بذلك . قلت : تحفظه عن مالك ؟ قال : نعم ، هذا قول مالك . قلت : أرأيت المتفاوضين ، كيف يصنعان في نفقتهما ؟ قال : سألنا مالكا عن الشريكين يكونان في بلدين ، يجهز أحدهما على صاحبه وأسعارهما مختلفة ، فينفق هذا هاهنا وينفق هذا هاهنا ، أترى أن يحسب كل واحد منهما ما أنفق ؟ قال مالك : لا أرى ذلك ، وأرى أن تلغى نفقة هذا ونفقة هذا جميعا ، إلا أن يكون الرجل المنفرد بيديه لا عيال له ولا ولد ، والآخر له عيال وولد ، فإذا كان هذا هكذا ، رأيت أن يحسب كل واحد منهما ما أنفق ، وإن لم يكونا على ذلك ، رأيت أن تلغى النفقة بينهما .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن كانا في بلد واحد قال : قال مالك : إذا كانا في بلدين ، فاختلفت الأسعار : إن النفقة تلغى بينهما ، فإذا كانا في بلد واحد ، فذلك أحرى أن تلغى النفقة بينهما ، لا شك في هذا إذا كان لهما عيال .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية