الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين فيه قولان: أحدهما: يعني بالجوع ، قاله مجاهد ، وقتادة . والثاني: أن معنى السنين الجدوب ، قاله الحسن . والعرب تقول: أخذتهم السنة إذا قحطوا وأجدبوا. وقال الفراء : المراد بالسنين الجدب والقحط عاما بعد عام. [ ص: 251 ] قوله عز وجل: فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه في الحسنة والسيئة هنا وجهان: أحدهما: أن الحسنة الخصب ، والسيئة القحط. والثاني: أن الحسنة الأمن ، والسيئة : الخوف. قالوا لنا هذه أي كانت حالنا في أوطاننا وقبل اتباعنا لك ، جهلا منهم بأن الله تعالى هو المولى لها. وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه أي يتشاءمون بموسى ويقولون هذا من اتباعنا إياك وطاعتنا لك ، على ما كانت العرب تزجر الطير فتتشاءم بالبارح وهو الذي يأتي من جهة الشمال ، وتتبرك بالسانح وهو الذي يأتي من جهة اليمين ، ثم قال ردا لقولهم. ألا إنما طائرهم عند الله أي طائر البركة وطائر الشؤم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية