الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( السادس ) : في بعض آداب إحضار الطعام من آدابه تعجيله ، وتقديم الفاكهة قبل غيرها ; لأنه أصلح في باب الطب ، وقد قال تعالى { : وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون } قال الإمام ابن الجوزي : قال الشيخ عبد القادر رضي الله عنه : ويكره الأكل على الطريق ، ويستحب أن يبدأ بالملح ويختم به .

قال الشيخ تقي الدين رضي الله عنه : فقد زاد الملح ولا يرفع صاحب الطعام يده منه حتى يرفعوا أيديهم إلا أن يعلم منهم الانبساط إليه ، والأكل على السفرة أولى من الأكل على الخوان . قاله ابن حامد قال الآمدي : ولا يجوز أن يترك تحت الصحفة شيء من الخبز . نص عليه الإمام أحمد في رواية مهنا ومراده بما لا يجوز هنا الكراهة .

ولا يكره قطع اللحم بالسكين ، والنهي عنه لا يصح . فقد روى البخاري عن عمرو بن أمية رضي الله عنه أن أباه أخبره أنه { رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة في يده ، فدعي إلى الصلاة فألقاها والسكين التي يحتز بها ، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ } .

وروى نحوه الإمام أحمد وأبو داود عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ولفظه { ضفت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأمر بجنب فشوي ، فأخذ فجعل يحز لي منه فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فألقى الشفرة ، وقال : ما له تربت يداه } الحديث والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية