الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              2434 حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي حدثنا شعيب بن إسحق حدثنا هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله أن أباه توفي وترك عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود فاستنظره جابر بن عبد الله فأبى أن ينظره فكلم جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له إليه فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلم اليهودي ليأخذ ثمر نخله بالذي له عليه فأبى عليه فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أن ينظره فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل فمشى فيها ثم قال لجابر جد له فأوفه الذي له فجد له بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين وسقا وفضل له اثنا عشر وسقا فجاء جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي كان فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم غائبا فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه فأخبره أنه قد أوفاه وأخبره بالفضل الذي فضل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك عمر بن الخطاب فذهب جابر إلى عمر فأخبره فقال له عمر لقد علمت حين مشى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليباركن الله فيها

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( ثلاثين وسقا ) بفتح فسكون ، أو بكسر فسكون وفي المجمع فتح الواو أشهر من الكسر ستون صاعا ، وقال الجيلي : الوسق حمل البعير قوله : ( فاستنظره ) أي : طلب منه التأخير (أن ينظره ) من الإنظار ، أي : يؤخره (ليأخذ ثمر نخله بالذي له عليه ) أي : ليأخذ كل الثمر في مقابلة الدين مصالحة ، وهذا يدل على أن جهالة بدل الصلح لا يضر وأنه لا يشترط المساواة في الصلح في الأموال الربوية . قوله : ( جذ له ) [ ص: 83 ] بالجيم المضمومة والذال المشددة ، أي : اقطع له الثمر (أخبر بذلك عمر بن الخطاب ) فإنه كثير الاهتمام بأمر جابر ، فأراد - صلى الله عليه وسلم - أن يفرح بذلك - والله أعلم - .




                                                                              الخدمات العلمية