الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما

                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين يبايعونك أي: على قتال قريش تحت الشجرة، وقوله تعالى: إنما يبايعون الله خبران يعني: أن مبايعتك هي مبايعة الله عز وجل لأن المقصود توثيق العهد بمراعاة أوامره ونواهيه، وقوله تعالى: يد الله فوق أيديهم حال أو استئناف مؤكد له على طريقة التخييل والمعنى: أن عقد الميثاق مع الرسول كعقده مع الله تعالى من غير تفاوت بينهما كقوله تعالى: من يطع الرسول فقد أطاع الله وقرئ "إنما يبايعون الله" أي: لأجله ولوجهه. فمن نكث فإنما ينكث على نفسه أي: فمن نقض عهده فإنما يعود ضرر نكثه على نفسه، وقرئ بكسر الكاف. ومن أوفى بما عاهد عليه الله بضم الهاء فإنه أبقى بعد حذف الواو توسلا بذلك إلى تفخيم لام الجلالة، وقرئ بكسرها أي: ومن وفى بعهده. فسيؤتيه أجرا عظيما هو الجنة، وقرئ بما عهد وقرئ "فسنؤتيه" بنون العظمة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية