الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد

                                                                                                                                                                                                                                      3 - "أإذا متنا وكنا ترابا"؛ دلالة على أن تعجبهم من البعث أدخل في الاستبعاد؛ وأحق بالإنكار؛ ووضع "الكافرون"؛ موضع الضمير؛ للشهادة على أنهم في قولهم هذا مقدمون على الكفر العظيم؛ وهذا إشارة إلى [ ص: 362 ] الرجع؛ و"إذا"؛ منصوب بمضمر؛ معناه: "أحين نموت ونبلى نرجع؛ "متنا"؛ "نافع وعلي وحمزة وحفص"؛ ذلك رجع بعيد ؛ مستبعد؛ مستنكر؛ كقولك: "هذا قول بعيد"؛ أي: بعيد من الوهم؛ والعادة؛ ويجوز أن يكون الرجع بمعنى: "الرجوع"؛ وهو الجواب؛ ويكون من كلام الله (تعالى)؛ استبعادا لإنكارهم ما أنذروا به من البعث؛ والوقف على "ترابا"؛ على هذا؛ حسن؛ وناصب الظرف إذا كان الرجع بمعنى "الرجوع"؛ ما دل عليه المنذر من المنذر به؛ وهو البعث .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية