الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كانوا كأنهم يقولون: نحن كذلك، أمره صلى الله عليه وسلم بالإنكار عليهم والتوبيخ [لهم] دلالة على ما أشار إليه ختام الآية إحاطة علمه الذي تميز به الصادق من غيره من جميع الخلق فقال: [ ص: 391 ] قل أي: لهؤلاء الأعراب مجهلا [لهم] مبكتا: أتعلمون [أي] أتخبرون إخبارا [عظيما] بليغا، كأنهم لما آمنوا كان [ذلك] إعلاما منهم، فلما قالوا آمنا كان ذلك تكريرا، فكان في صورة التعليم، فبكتهم بذلك الله أي: الملك الأعظم المحيط قدرة وعلما بدينكم فلذلك تقولون: آمنا، ففي ذلك نوع بشرى لهم؛ لأنه أوجد لهم دينا وأضافه إليهم، قاله ابن برجان. ولما أنكر عليهم وبكتهم وصل به ما يشهد له فقال: والله أي: والحال أن الملك المحيط بكل شيء يعلم ما في السماوات كلها على عظمها وكثرة ما فيها ومن فيها. ولما كان في سياق الرد [عليهم] والتبكيت لهم كان موضع التأكيد فقال: وما في الأرض كذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان المقام للتعميم، أظهر ولم يضمر لئلا يوهم الاختصاص بما ذكر من الخلق فقال: والله أي: الذي له الإحاطة الكاملة بكل شيء أي: مما ذكر ومما لم يذكر عليم

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية