الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : ينقسم النظر إلى أقسام :

( تنبيه ) : النظر ينقسم إلى أقسام ، منها ما هو محرم وهو جل المقصود في هذا الموضع ، كالنظر إلى الأجنبية من غير حاجة تبيح له ذلك ، فإنه يحرم النظر إلى جميعها في ظاهر كلام الإمام أحمد رضي الله عنه . قال رضي الله عنه : لا يأكل مع مطلقته ، هو أجنبي لا يحل له أن ينظر إليها فكيف يأكل معها ينظر إلى كفها ، لا يحل له ذلك وقال القاضي : يحرم عليه النظر إلى ما عدا الوجه والكفين لأنه عورة ، ويباح له النظر إليهما مع الكراهة إذا أمن الفتنة ، وكان نظره من غير شهوة انتهى وفي الفروع : أن ما قاله القاضي رواية ذكرها شيخنا يعني الإمام ابن تيمية رضي الله عنه قال والمذهب لا ، يعني لا يباح ونقل أبو طالب : ظفر المرأة عورة .

[ ص: 98 ] وقال في الإنصاف عن قول القاضي إنه لا يسع الناس غيره خصوصا الجيران ، وحرم نظر لشهوة أو مع خوف ثورانها .

قال شيخ الإسلام : ومن استحله لشهوة كفر إجماعا ويحرم النظر بشهوة إلى كل أحد سوى الزوجين وأمته غير المزوجة ، فيدخل في ذلك الأجنبية ، والأمرد والذي له لحية ، وأمة غيره ، وذوات المحارم ، والعجوز ، والبرزة ، والذي ينظر إليها عند الشهادة عليها ، والبيع والشراء ، والتي يخطبها .

وكذا نظر المرأة إلى الرجل والطبيب وغير ذلك ، فهذا كله حرام إذا كان معه شهوة وفي الغاية كغيرها وحرم نظر لدابة يشتهيها ، وخلوة بها ، كقرد تشتهيه المرأة ومعنى الشهوة التلذذ بالنظر كما في الإنصاف .

التالي السابق


الخدمات العلمية