الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب منه

                                                                                                          2414 حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن عبد الوهاب بن الورد عن رجل من أهل المدينة قال كتب معاوية إلى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن اكتبي إلي كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي فكتبت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية سلام عليك أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس والسلام عليك حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كتبت إلى معاوية فذكر الحديث بمعناه ولم يرفعه [ ص: 82 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 82 ] قوله : ( عن عبد الوهاب بن الورد ) بفتح الواو وسكون الراء القرشي مولاهم المكي ثقة عابد من كبار السابعة . ولقب عبد الوهاب هذا وهيب . قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمته : واسمه عبد الوهاب ووهيب لقب .

                                                                                                          قوله : ( من التمس ) أي طلب ( بسخط الناس ) السخط والسخط والسخط والمسخط الكراهة للشيء وعدم الرضا به ( كفاه الله مؤنة الناس ) لأنه جعل نفسه من حزب الله وهو لا يخيب من التجأ إليه ، ألا إن حزب الله هم المفلحون ( وكله الله إلى الناس ) أي سلط الله الناس عليه حتى يؤذوه ويظلموا عليه . قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : رواه الترمذي ولم يسم الرجل ثم روي بإسناده عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كتبت إلى معاوية قال فذكر الحديث بمعناه ولم يرفعه . وروى ابن حبان في صحيحه المرفوع منه فقط ولفظه قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية