الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      سليمان بن إبراهيم

                                                                                      ابن محمد بن سليمان الحافظ العالم المحدث المفيد أبو مسعود [ ص: 22 ] الأصبهاني الملنجي .

                                                                                      ولد في رمضان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة .

                                                                                      وسمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني ، وأبا بكر بن مردويه ، وابن جولة الأبهري ، وأبا سعد أحمد بن محمد الماليني ، وأبا سعيد محمد بن علي النقاش ، وأبا نعيم ، وعدة ، وببغداد أبا علي بن شاذان ، وأبا بكر البرقاني ، وأبا القاسم بن بشران ، و ابن طلحة المنقي و أبا القاسم الحرفي ونظراءهم وكتب الكثير وجمع وصنف . سمع منه أبو نعيم شيخه .

                                                                                      وحدث عنه : أبو بكر الخطيب ، وهو أكبر منه ، وإسماعيل بن محمد التيمي ، وأحمد بن عمر الغازي ، وهبة الله بن طاوس المقرئ ، وأبو سعد البغدادي ، ومحمد بن طاهر الطوسي ، وشرف بن عبد المطلب الحسيني ، ومحمد بن عبد الواحد المغازلي ، ورجاء بن حامد المعداني وأبو جعفر محمد بن حسن الصيدلاني ، ومسعود بن الحسن الثقفي ، وآخرون .

                                                                                      قال السمعاني : كانت له معرفة بالحديث ، جمع الأبواب ، وصنف [ ص: 23 ] التصانيف ، وخرج على " الصحيحين " ، سألت أبا سعد البغدادي عنه ، فقال : لا بأس به ، ووصفه بالرحلة والجمع ، والكثرة ، كان يملي علينا ، فقام سائل يطلب ، فقال سليمان : من شؤم السائل أن يسأل أصحاب المحابر . وسألت إسماعيل الحافظ عنه ، فقال : حافظ ، وأبوه حافظ .

                                                                                      قال أبو عبد الله الدقاق في " رسالته " : سليمان الحافظ له الرحلة والكثرة ، ووالده إبراهيم يعرف بالفهم والحفظ ، وهما من أصحاب أبي نعيم ، تكلم في إتقان سليمان ، والحفظ هو الإتقان ، لا الكثرة .

                                                                                      وقال أبو سعد البغدادي : شنع عليه أصحاب الحديث في جزء ما كان له به سماع ، وسكت أنا عنه .

                                                                                      قلت : الرجل في نفسه صدوق ، وقد يهم ، أو يترخص في الرواية بحكم الثبت .

                                                                                      وقال يحيى بن منده : في سماعه كلام ، سمعت من ثقات أن له أخا يسمى إسماعيل أكبر منه ، فحك اسمه ، وأثبت اسم نفسه ، وهو شيخ شره لا يتورع ، لحان وقاح .

                                                                                      قلت : توفي في ذي القعدة سنة ست وثمانين وله تسعون عاما غير أشهر .

                                                                                      [ ص: 24 ] أنبأنا المسلم بن علان ، أخبرنا الكندي ، أخبرنا القزاز ، أخبرنا أبو بكرالخطيب ، أخبرنا سليمان بن إبراهيم أبو مسعود ، حدثنا محمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن الحسين القطان ، حدثنا إبراهيم بن الحارث ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا زهير ، حدثنا أبو إسحاق ، عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته دينارا ، ولا درهما ، ولا عبدا ، ولا أمة ، ولا شيئا ، إلا بغلته البيضاء ، وسلاحه ، وأرضا جعلها صدقة .

                                                                                      وأخبرناه عاليا محمد بن حسن الفقيه ، أخبرتنا كريمة القرشية ، عن محمد بن الحسن الصيدلاني ، أخبرنا سليمان بهذا . وقد عاش الصيدلاني بعد الخطيب مائة سنة وخمس سنين .

                                                                                      أخرجه البخاري عن إبراهيم ، فوافقناه .

                                                                                      وينبغي التوقف في كلام يحيى ، فبين آل منده وأصحاب أبي نعيم عداوات وإحن .

                                                                                      [ ص: 25 ] ومات معه حمد الحداد وابن زكري الدقاق ، والشيخ أبو الفرج الشيرازي ، وعبد الواحد بن فهد العلاف ، وشيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري وأبو الحسن بن الأخضر ، وأبو المظفر موسى بن عمران الأنصاري ، ونصر بن الحسن التنكتي الشاشي وهبة الله بن عبد الوارث الشيرازي ويعقوب البرزبيني الحنبلي .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية