الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( هم ) الهاء والميم : أصل صحيح يدل على ذوب وجريان ودبيب وما أشبه ذلك ، ثم يقاس عليه . منه قول العرب : همني الشيء : أذابني . وانهم الشحم : ذاب . والهاموم : الشحم الكثير الإهالة . والسحاب الهاموم : الكثير الصوب . والهموم : البئر الكثيرة الماء . قال :

                                                          إن لها قليذما هموما .

                                                          والهميمة : المطرة الخفيفة ، والريح الريدانة : اللينة الهبوب . والهوام : حشرات الأرض ، سميت لهميمها ، أي دبيبها . قال :


                                                          ترى أثره في صفحتيه كأنه     مدراج شبثان لهن هميم

                                                          وهمم في رأسه : جعل أصابعه في خلال شعره ، يجيء بها ويذهب لينام ، كأن أصابعه تدب في خلال شعره .

                                                          ومن الباب الهم : الرجل المسن ; والمرأة همة ، كأنهما قد ذابا من الكبر .

                                                          وأما الهم الذي هو الحزن فعندنا من هذا القياس ، لأنه كأنه لشدته يهم ، أي يذيب . والهم : ما هممت به ، وكذلك الهمة ، ثم تشتق من الهمة : الهمام : الملك العظيم الهمة . ومهم الأمر : شديده . وأهمني : أقلقني . والقياس واحد . وقول الكميت :

                                                          [ ص: 14 ]

                                                          عادلا غيرهم من الناس طرا     بهم لا همام لي لا همام

                                                          فإنه يقول : لا أهم بذلك ولا أفعله . وقد فسرنا معنى الهمة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية