الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا محمد بن علي ، ثنا الحسين بن مودود ، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا أبو أسامة ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل ابن الزبير بعشر ليال وإنها وجعة ، فقال عبد الله : كيف تجدينك ؟ قالت وجعة ، قال : إن في الموت لعافية ، قالت : لعلك تشتهي موتي فلذلك تتمناه فلا تفعل . فالتفت إلى عبد الله فضحكت ، وقالت : والله ما أشتهي أن أموت حتى يأتي علي أحد طرفيك ، إما أن تقتل فأحتسبك . وإما أن تظفر فتقر عيني عليك ، وإياك أن تعرض خطة فلا توافق فتقبلها كراهية الموت ، وإنما عنى ابن الزبير أن يقتل فيحزنها ذلك وكانت ابنة مائة سنة .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا زياد بن أيوب ، ثنا ابن علية ، ثنا أيوب بن عبد الله بن أبي مليكة ، قال : أتيت أسماء بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير ، فقالت : بلغني أنهم صلبوا عبد الله منكسا ، فلوددت [ ص: 57 ] أني لا أموت حتى يدفع إلي فأغسله وأحنطه وأكفنه ثم أدفنه ، فلم يلبثوا أن جاء كتاب عبد الملك أن يدفع إلى أهله ، فأتي به أسماء فغسلته وطيبته ثم حنطته ثم دفنته ، قال أيوب : فحسبت قال : فعاشت بعد ذلك ثلاثة أيام .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا داود بن عمر الضبي ، ثنا إسماعيل بن زكريا ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن قيس بن الأحنف الثقفي ، عن القاسم بن محمد ، قال : جاءت أسماء بنت أبي بكر مع جوار لها وقد ذهب بصرها فقالت : أين الحجاج ؟ قلنا : ليس هاهنا ، قالت : فليأمر لنا بهذه العظام ، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة ، قلنا : إذا جاء قلنا له ، قالت : إذا جاء فأخبروه أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن في ثقيف كذابا ومبيرا .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية