الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
أزلي لا بداية له مستمر الوجود ، لا آخر له أبدي لا نهاية له .

التالي السابق


(أزلي لا بداية له) الأزل استمرار الوجود في أزمنة متقدمة غير متناهية في جانب الماضي، والأزلي ما ليس بمسبوق بالعدم، ويقال: إن أصله يزلي، منسوب إلى قولهم للقديم: لم يزل، ثم نسب إلى هذا، فلم يستقم إلا بالاختصار، فقالوا: يزلي، ثم أبدلت الياء ألفا؛ للخفة، فقالوا: أزلي، كما قالوا في الرمح المنسوب إلى ذي يزن: أزني، وإلى يثرب نصل: أثربي، نقله الصغاني عن بعض أهل العلم، والبداية بالكسر: الابتداء، وهي بالياء لغة الأنصار، ولغة غيرهم البداءة بالهمز .

(مستمر الوجود، لا آخر له) الوجود: صفة نفسية على المشهور، لا توصف بالوجود، أي: في الخارج، ولا بالعدم، أي: في الذهن; لأنها من جملة الأحوال عند القائل بها، وهو زائد على الذات، كما ذهب إليه الفخر الرازي والجمهور، وأما على القول بأنه عين الذات، كما ذهب إليه الأشعري، فجعله صفة للذات نظرا إلى أنها توصف به في اللفظ، فيقال: ذات الله موجودة .

(أبدي لا نهاية له) الأبد: استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في الماضي، وعبر عنه الراغب بأنه مدة الزمان المعتد الذي لا يتجزأ، كما يتجزأ الزمان، فهو أخص من الزمان، والأبدي ما لا يكون منعدما، والموجود ثلاثة أقسام لا رابع لها: أزلي أبدي وهو الحق سبحانه، ولا أزلي ولا أبدي وهو الدنيا، وأبدي غير أزلي وهو الآخرة، وعكسه محال، إذا ما ثبت قدمه استحال عدمه .




الخدمات العلمية