الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 877 ] الثاني : صحابيان عاشا ستين في الجاهلية وستين في الإسلام وماتا بالمدينة سنة أربع وخمسين : حكيم بن حزام ، وحسان بن ثابت بن المنذر بن حرام ، قال ابن إسحاق : عاش حسان وآباؤه الثلاثة كل واحد مائة وعشرين ، ولا يعرف لغيرهم من العرب مثله ، وقيل مات حسان سنة خمسين .

        التالي السابق


        ( الثاني : صحابيان عاشا ستين سنة في الجاهلية ، وستين في الإسلام ، وماتا بالمدينة [ ص: 878 ] سنة أربع وخمسين ) .

        أحدهما : ( حكيم بن حزام ) ابن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأسدي ابن أخي خديجة ، وكان مولده في جوف الكعبة قبيل عام الفيل بثلاث عشرة .

        وقيل : مات سنة خمسين .

        وقيل : سنة ثمان وخمسين .

        وقيل : سنة ستين .

        ( و ) الثاني : ( حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام ) بالراء ، الأنصاري الخزرجي النجاري .

        قال ( ابن إسحاق : عاش حسان وآباؤه الثلاثة ) ثابت ، والمنذر ، وحرام ( كل واحد ) منهم ( عاش مائة وعشرين سنة ، ولا يعرف لغيرهم من العرب مثله .

        وقيل : مات حسان سنة خمسين ) .

        وقيل : في خلافة علي .

        ، وقيل : سنة أربعين أيام قتل علي .

        [ ص: 879 ] وقيل : مات وهو ابن مائة سنة ، وأربع سنين ، وكذا أبوه وجده ، قاله ابن حبان ، والجمهور على الأول .

        تنبيهان

        أحدهما : في الصحابة أيضا من شارك حكيما ، وحسان في ذلك : كحويطب بن عبد العزى القرشي العامري ، من مسلمة الفتح ، عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام كما رواه الواقدي ، ومات سنة أربع وخمسين ، وقيل : اثنتين وخمسين .

        وسعيد بن يربوع ، مات سنة أربع وخمسين ، وله مائة وعشرون ، وقيل : أربع وعشرون .

        وحمنن بفتح الحاء وسكون الميم وفتح النون الأولى آخره نون ، فيما ضبطه ابن ماكولا .

        وقال بعضهم حمنز ، آخره زاي ، أخو عبد الرحمن بن عوف .

        ذكر الزبير بن بكار والدارقطني في كتاب الإخوة ، وابن عبد البر أنه عاش ستين سنة في الجاهلية ، وستين سنة في الإسلام ، ومات سنة أربع وخمسين .

        ومخرمة بن نوفل والد المسور ، مات سنة أربع وخمسين ، وله مائة وعشرون ، جزم به أبو زكريا بن منده في جزء له ، جمع فيه من عاش من الصحابة مائة وعشرين [ ص: 880 ] وقيل : عاش مائة وخمس عشرة .

        وقد ذكر ابن منده في كتابه هذا جماعة عاشوا مائة وعشرين ، ولكن لم يعلم كون نصفها في الجاهلية ونصفها في الإسلام كعاصم بن عدي العجلاني ، مات سنة خمس وأربعين ، والمنتجع جد ناجية ، ونافع بن سليمان العبدي ، واللجلاج العامري ، وسعد بن جنادة العوفي والد عطية .

        وفاته عدي بن حاتم الطائي ، قال ابن سعد : وخليفة توفي سنة ثمان وستين عن مائة وعشرين ، وقيل : سنة ستين ، وقيل : سبع ، والنابغة الجعدي ، ولبيد بن ربيعة ، وأوس بن مغراء السعدي . ذكر الثلاثة الصريفيني .

        ونوفل بن معاوية ، ذكره ابن قتيبة . وعبد الغني في الكمال .

        ومن التابعين أبو عمرو الشيباني صاحب ابن مسعود ، وزر بن حبيش ، وقد لخصت جزء ابن منده المذكور وزدت عليه ما فاته .

        الثاني : قال الزبير بن بكار : كان مولد حكيم في جوف الكعبة .

        قال شيخ الإسلام : ولا يعرف ذلك لغيره ، وما وقع في مستدرك الحاكم من أن عليا ولد فيها ضعيف .




        الخدمات العلمية