القول في تأويل
nindex.php?page=treesubj&link=29034_28861_32360قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ( 8 ) )
يقول تعالى ذكره : يقول هؤلاء المنافقون الذين وصف صفتهم قبل (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) فيها ، ويعني بالأعز : الأشد والأقوى ، قال الله جل ثناؤه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8ولله العزة ) يعني الشدة والقوة (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8ولرسوله وللمؤمنين ) بالله (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8ولكن المنافقين لا يعلمون ) ذلك .
وذكر أن سبب قيل ذلك
عبد الله بن أبي كان من أجل أن رجلا من
المهاجرين كسع رجلا من
الأنصار .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن معمر ، قال : ثنا
أبو عامر ، قال : ثنا
زمعة ، عن
عمرو ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812629إن الأنصار كانوا أكثر من المهاجرين ، ثم إن المهاجرين كثروا فخرجوا في غزوة لهم ، فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، قال : فكان بينهما قتال إلى أن صرخ : يا معشر الأنصار ، وصرخ المهاجر : يا معشر المهاجرين; قال : فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : "ما لكم ولدعوة الجاهلية؟" فقالوا : كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "دعوها فإنها منتنة" ، قال : فقال عبد الله بن أبي ابن سلول : لئن رجعنا إلى [ ص: 403 ] المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، فقال عمر : يا رسول الله دعني فأقتله ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يتحدث الناس أن رسول الله يقتل أصحابه" .
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ) . . . إلى (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8ولله العزة ولرسوله ) قال : قال ذلك
عبد الله بن أبي ابن سلول الأنصاري رأس المنافقين ، وناس معه من المنافقين .
حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=14386أحمد بن منصور الرمادي قال : ثنا
إبراهيم بن الحكم قال : ثني أبي
عن عكرمة أن nindex.php?page=showalam&ids=4897عبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول كان يقال له حباب ، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله ، فقال : يا رسول الله إن والدي يؤذي الله ورسوله ، فذرني حتى أقتله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تقتل أباك عبد الله" ، ثم جاء أيضا فقال : يا رسول الله إن والدي يؤذي الله ورسوله ، فذرني حتى أقتله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقتل أباك" ، فقال : يا رسول الله فتوضأ حتى أسقيه من وضوءك لعل قلبه أن يلين ، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه ، فذهب به إلى أبيه فسقاه ، ثم قال له : هل تدري ما سقيتك؟ فقال له والده نعم ، سقيتني بول أمك ، فقال له ابنه : لا والله ، ولكن سقيتك وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم; قال عكرمة : وكان عبد الله بن أبي عظيم الشأن فيهم . وفيهم أنزلت هذه الآية في المنافقين : ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ) وهو الذي قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) قال : فلما بلغوا المدينة ، مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه ، أخذ ابنه السيف ، ثم قال لوالده : أنت تزعم "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" فوالله لا تدخلها حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم . [ ص: 404 ]
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يحيى بن واضح ، قال : ثنا
الحسين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، nindex.php?page=hadith&LINKID=811821عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله أن رجلا من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار برجله وذلك في أهل اليمن شديد ، فنادى المهاجري : يا للمهاجرين ، ونادى الأنصاري : يا للأنصار; قال : والمهاجرون يومئذ أكثر من الأنصار ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "دعوها فإنها منتنة" فقال عبد الله بن أبي ابن سلول "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" .
حدثني
عمران بن بكار الكلاعي ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يحيى بن واضح ، قال : ثنا
علي بن سليمان ، قال : ثنا
أبو إسحاق ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم ، أخبره
nindex.php?page=hadith&LINKID=811106أن عبد الله بن أبي ابن سلول قال ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ) وقال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) قال : فحدثني زيد أنه أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول عبد الله بن أبي ، قال : فجاء فحلف عبد الله بن أبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال ذلك; قال أبو إسحاق : فقال لي زيد ، فجلست في بيتي ، حتى أنزل الله تصديق زيد ، وتكذيب عبد الله في ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إذا جاءك المنافقون ) .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، nindex.php?page=hadith&LINKID=812631عن قتادة ، قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) قرأ الآية كلها إلى ( لا يعلمون ) قال : قد قالها منافق عظيم النفاق في رجلين اقتتلا أحدهما غفاري ، والآخر جهني ، فظهر الغفاري على الجهني ، وكان بين جهينة والأنصار حلف ، فقال رجل من المنافقين وهو ابن أبي : يا بني الأوس ، يا بني الخزرج ، عليكم صاحبكم وحليفكم ، ثم قال : والله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل : "سمن كلبك يأكلك" والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، فسعى بها بعضهم إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر : يا نبي الله مر معاذ بن جبل أن يضرب عنق هذا المنافق ، فقال : "لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" . [ ص: 405 ]
ذكر لنا أنه كان أكثر على رجل من المنافقين عنده ، فقال : هل يصلي؟ فقال : نعم ولا خير في صلاته ، فقال : نهيت عن المصلين ، نهيت عن المصلين .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، nindex.php?page=hadith&LINKID=812791عن قتادة ، قال : اقتتل رجلان ، أحدهما من جهينة ، والآخر من غفار ، وكانت جهينة حليف الأنصار ، فظهر عليه الغفاري ، فقال رجل منهم عظيم النفاق : عليكم صاحبكم ، عليكم صاحبكم ، فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل : "سمن كلبك يأكلك" أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، وهم في سفر ، فجاء رجل ممن سمعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبره ذلك ، فقال عمر : مر معاذا يضرب عنقه ، فقال : "والله لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" ، فنزلت فيهم : ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله )
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) . حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن الحسن "أن غلاما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إني سمعت عبد الله بن أبي يقول كذا وكذا; قال : "فلعلك غضبت عليه؟" قال : لا والله لقد سمعته يقوله; قال : "فلعلك أخطأ سمعك؟" قال : لا والله يا نبي الله لقد سمعته يقوله . قال : فلعله شبه عليك" قال : لا والله ، قال : فأنزل الله تصديقا للغلام ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأذن الغلام ، فقال : "وفت أذنك ، وفت أذنك يا غلام" .
حدثنا
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قول الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8ليخرجن الأعز منها الأذل ) قال : كان المنافقون يسمون المهاجرين : الجلابيب; وقال : قال
ابن أبي : قد أمرتكم في هؤلاء الجلابيب أمري ، قال هذا بين
أمج وعسفان على
الكديد تنازعوا على الماء ، وكان
المهاجرون قد غلبوا على الماء; قال : وقال
ابن أبي أيضا : أما والله لئن رجعنا
[ ص: 406 ] إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل لقد قلت لكم : لا تنفقوا عليهم ، لو تركتموهم ما وجدوا ما يأكلون ، ويخرجوا ويهربوا; فأتى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ألا تسمع ما يقول
ابن أبي؟ قال : وما ذاك؟ فأخبره وقال : دعني أضرب عنقه يا رسول الله ، قال : "إذا ترعد له آنف كثيرة
بيثرب " قال
عمر : فإن كرهت يا رسول الله أن يقتله رجل من المهاجرين ، فمر به
nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ ، ومحمد بن مسلمة فيقتلانه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني أكره أن يتحدث الناس أن
محمدا يقتل أصحابه ، ادعوا لي
nindex.php?page=showalam&ids=4897عبد الله بن عبد الله بن أبي " ، فدعاه ، فقال : "ألا ترى ما يقول أبوك؟" قال : وما يقول بأبي أنت وأمي؟ قال : "يقول لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" فقال : فقد صدق والله يا رسول الله ، أنت والله الأعز وهو الأذل ، أما والله لقد قدمت المدينة يا رسول الله ، وإن أهل يثرب ليعلمون ما بها أحد أبر مني ، ولئن كان يرضي الله ورسوله أن آتيهما برأسه لآتينهما به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا; فلما قدموا
المدينة ، قام
nindex.php?page=showalam&ids=4897عبد الله بن عبد الله بن أبي على بابها بالسيف لأبيه; ثم قال : أنت القائل : لئن رجعنا إلى
المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، أما والله لتعرفن العزة لك أو لرسول الله ، والله لا يأويك ظله ، ولا تأويه أبدا إلا بإذن من الله ورسوله; فقال : يا
للخزرج ابني يمنعني بيتي ، يا
للخزرج ابني يمنعني بيتي ، فقال : والله لا تأويه أبدا إلا بإذن منه; فاجتمع إليه رجال فكلموه ، فقال : والله لا يدخله إلا بإذن من الله ورسوله ، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه ، فقال : "اذهبوا إليه ، فقولوا له خله ومسكنه" فأتوه ، فقال : أما إذ جاء أمر النبي صلى الله عليه وسلم فنعم" .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
سلمة وعلي بن مجاهد ، عن
محمد بن إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16276عاصم بن عمر بن قتادة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=811823عن عبد الله بن أبي بكر ، وعن محمد بن يحيى بن حبان ، قال : كل قد حدثني بعض حديث بني المصطلق ، قالوا : " بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعون له ، وقائدهم [ ص: 407 ] الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم; فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل ، فتزاحف الناس فاقتتلوا ، فهزم الله بني المصطلق ، وقتل من قتل منهم ، ونفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم ، فأفاءهم الله عليه ، وقد أصيب رجل من
بني كلب بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر ، يقال له
هشام بن صبابة أصابه رجل من
الأنصار من رهط
عبادة بن الصامت ، وهو يرى أنه من العدو ، فقتله خطأ ، فبينا الناس على ذلك الماء وردت واردة الناس ومع
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أجير له من
بني غفار يقال له
جهجاه بن سعيد يقود له فرسه ، فازدحم
جهجاه وسنان الجهني حليف
بني عوف بن الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني : يا معشر
الأنصار . وصرخ
جهجاه : يا معشر
المهاجرين ، فغضب
عبد الله بن أبي ابن سلول ، وعنده رهط من قومه فيهم
nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم ، غلام حديث السن ، فقال : قد فعلوها؟ قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا ، والله ما أعدنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال القائل : "سمن كلبك يأكلك" أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل; ثم أقبل على من حضر من قومه ، فقال : هذا ما فعلتم بأنفسكم ، أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير بلادكم; فسمع ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم فمشى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك عند فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوه ، فأخبر الخبر وعنده
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله مر به
nindex.php?page=showalam&ids=4582عباد بن بشر بن وقش فليقتله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن
محمدا يقتل أصحابه ، لا ولكن أذن بالرحيل" وذلك في ساعة لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتحل فيها ، فارتحل الناس ، وقد مشى
عبد الله بن أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ص: 408 ] حين بلغه أن
nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم قد بلغه ما سمع منه ، فحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به; وكان
عبد الله بن أبي في قومه شريفا عظيما ، فقال من حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه من
الأنصار : يا رسول الله عسى أن يكون الغلام أوهم في حديثه ، ولم يحفظ ما قال الرجل ، حدبا على
عبد الله بن أبي ، ودفعا عنه; فلما استقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار ، لقيه
nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن حضير ، فحياه بتحية النبوة وسلم عليه ، ثم قال : يا رسول الله لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح فيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أوما بلغك ما قال صاحبكم؟" قال : فأي صاحب يا رسول الله؟ قال : "
عبد الله بن أبي " ، قال : وما قال؟ قال : "زعم أنه إن رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل" قال
أسيد : فأنت والله يا رسول الله تخرجه إن شئت ، هو والله الذليل وأنت العزيز; ثم قال : يا رسول الله ارفق به ، فوالله لقد جاء الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه ، فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكا ، ثم مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس يومهم ذلك حتى أمسى ، وليلتهم حتى أصبح ، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ، ثم نزل بالناس ، فلم يكن إلا أن وجدوا مس الأرض وقعوا نياما ، وإنما فعل ذلك ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس من حديث
عبد الله بن أبي . ثم راح بالناس وسلك الحجاز حتى نزل على ماء بالحجاز فويق
النقيع ، يقال له نقعاء; فلما راح رسول الله صلى الله عليه وسلم هبت على الناس ريح شديدة آذتهم وتخوفوها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تخافوا فإنما هبت لموت عظيم من عظماء الكفار" فلما قدموا المدينة وجدوا
رفاعة بن زيد بن التابوت أحد بني قينقاع وكان من عظماء يهود ، وكهفا للمنافقين قد مات ذلك اليوم ، فنزلت السورة التي ذكر الله فيها المنافقين في
عبد الله بن أبي ابن سلول ، ومن كان معه على مثل أمره ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إذا جاءك المنافقون ) فلما نزلت هذه السورة أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذن زيد فقال : "هذا الذي أوفى الله بأذنه" وبلغ
nindex.php?page=showalam&ids=4897عبد الله بن عبد الله بن أبي الذي كان من أبيه .
[ ص: 409 ]
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
سلمة ، قال : ثني
محمد بن إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16276عاصم بن عمر بن قتادة "أن nindex.php?page=showalam&ids=4897عبد الله بن عبد الله بن أبي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي فيما بلغك عنه ، فإن كنت فاعلا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه ، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان فيها رجل أبر بوالده مني ، وإني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله ، فلا تدعني نفسي أن أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس فأقتله ، فأقتل مؤمنا بكافر ، فأدخل النار; فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل نرفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا" وجعل بعد ذلك اليوم إذا أحدث الحدث كان قومه هم الذين يعاتبونه ، ويأخذونه ويعنفونه ويتوعدونه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر بن الخطاب حين بلغه ذلك عنهم من شأنهم : "كيف ترى يا عمر ، أما والله لو قتلته يوم أمرتني بقتله لأرعدت له آنف ، لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته" قال : فقال عمر : قد والله علمت لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم بركة من أمري .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ
nindex.php?page=treesubj&link=29034_28861_32360قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ( 8 ) )
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : يَقُولُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ وَصَفَ صِفَتَهُمْ قَبْلُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ) فِيهَا ، وَيَعْنِي بِالْأَعَزِّ : الْأَشَدَّ وَالْأَقْوَى ، قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ ) يَعْنِي الشِّدَّةَ وَالْقُوَّةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) بِاللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) ذَلِكَ .
وَذُكِرَ أَنَّ سَبَبَ قِيلِ ذَلِكَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ كَانَ مِنْ أَجْلِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ كَسَعَ رَجُلًا مِنَ
الْأَنْصَارِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَامِرٍ ، قَالَ : ثَنَا
زَمْعَةُ ، عَنْ
عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812629إِنَّ الْأَنْصَارَ كَانُوا أَكْثَرَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، ثُمَّ إِنَّ الْمُهَاجِرِينَ كَثُرُوا فَخَرَجُوا فِي غَزْوَةٍ لَهُمْ ، فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ ، قَالَ : فَكَانَ بَيْنَهُمَا قِتَالٌ إِلَى أَنْ صَرَخَ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، وَصَرَخَ الْمُهَاجِرُ : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ; قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : "مَا لَكُمْ وَلِدَعْوَةِ الْجَاهِلِيَّةِ؟" فَقَالُوا : كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "دَعُوهَا فِإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ" ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ : لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى [ ص: 403 ] الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي فَأَقْتُلَهُ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ" .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنِي عَمِّي ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ) . . . إِلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ ) قَالَ : قَالَ ذَلِكَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ الْأَنْصَارِيُّ رَأْسُ الْمُنَافِقِينَ ، وَنَاسٌ مَعَهُ مِنَ الْمُنَافِقِينَ .
حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=14386أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ : ثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ : ثَنِي أَبِي
عَنْ عِكْرِمَةَ أَنْ nindex.php?page=showalam&ids=4897عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ كَانَ يُقَالُ لَهُ حُبَابٌ ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ وَالِدِي يُؤْذِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَذَرْنِي حَتَّى أَقْتُلَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لَا تَقْتُلْ أَبَاكَ عَبْدَ اللَّهِ" ، ثُمَّ جَاءَ أَيْضًا فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ وَالِدِي يُؤْذِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَذَرْنِي حَتَّى أَقْتُلَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تَقْتُلْ أَبَاكَ" ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَتَوَضَّأْ حَتَّى أَسْقِيَهُ مِنْ وَضُوءِكَ لَعَلَّ قَلْبَهُ أَنْ يَلِينَ ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُ ، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى أَبِيهِ فَسَقَاهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : هَلْ تَدْرِي مَا سَقَيْتُكَ؟ فَقَالَ لَهُ وَالِدُهُ نَعَمْ ، سَقَيْتَنِي بَوْلَ أُمِّكَ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : لَا وَاللَّهِ ، وَلَكِنْ سَقَيْتُكَ وَضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ; قَالَ عِكْرِمَةُ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ عَظِيمَ الشَّأْنِ فِيهِمْ . وَفِيهِمْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْمُنَافِقِينَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا ) وَهُوَ الَّذِي قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ) قَالَ : فَلَمَّا بَلَغُوا الْمَدِينَةَ ، مَدِينَةَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ ، أَخَذَ ابْنُهُ السَّيْفَ ، ثُمَّ قَالَ لِوَالِدِهِ : أَنْتَ تَزْعُمُ "لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ" فَوَاللَّهِ لَا تَدْخُلُهَا حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . [ ص: 404 ]
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ ، قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16666عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=811821عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَسَعَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ بِرِجْلِهِ وَذَلِكَ فِي أَهْلِ الْيَمَنِ شَدِيدٌ ، فَنَادَى الْمُهَاجِرِيُّ : يَا لَلْمُهَاجِرِينَ ، وَنَادَى الْأَنْصَارِيُّ : يَا لَلْأَنْصَارِ; قَالَ : وَالْمُهَاجِرُونَ يَوْمَئِذٍ أَكْثَرُ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ" فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ "لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ" .
حَدَّثَنِي
عُمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْكَلَاعِيُّ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ ، قَالَ : ثَنَا
عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو إِسْحَاقَ ، أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=68زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ ، أَخْبَرَهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=811106أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنَ سَلُولَ قَالَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا ) وَقَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ) قَالَ : فَحَدَّثَنِي زَيْدٌ أَنَّهُ أَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ، قَالَ : فَجَاءَ فَحَلَفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ ذَلِكَ; قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : فَقَالَ لِي زَيْدٌ ، فَجَلَسْتُ فِي بَيْتِي ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ زَيْدٍ ، وَتَكْذِيبَ عَبْدِ اللَّهِ فِي ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ ) .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=812631عَنْ قَتَادَةَ ، قَوْلُهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ) قَرَأَ الْآيَةَ كُلَّهَا إِلَى ( لَا يَعْلَمُونَ ) قَالَ : قَدْ قَالَهَا مُنَافِقٌ عَظِيمُ النِّفَاقِ فِي رَجُلَيْنِ اقْتَتَلَا أَحَدُهُمَا غِفَارِيٌّ ، وَالْآخَرُ جُهَنِيٌّ ، فَظَهَرَ الْغِفَارِيُّ عَلَى الْجُهَنِيِّ ، وَكَانَ بَيْنَ جُهَيْنَةَ وَالْأَنْصَارِ حِلْفٌ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَهُوَ ابْنُ أُبَيٍّ : يَا بَنِي الْأَوْسِ ، يَا بَنِي الْخَزْرَجِ ، عَلَيْكُمْ صَاحِبَكُمْ وَحَلِيفَكُمْ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ مَا مَثَلُنَا وَمَثَلُ مُحَمَّدٍ إِلَّا كَمَا قَالَ الْقَائِلُ : "سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ" وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ، فَسَعَى بِهَا بَعْضُهُمْ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ مُرْ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ ، فَقَالَ : "لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ" . [ ص: 405 ]
ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ كَانَ أُكْثِرَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ عِنْدَهُ ، فَقَالَ : هَلْ يُصَلِّي؟ فَقَالَ : نَعَمْ وَلَا خَيْرَ فِي صَلَاتِهِ ، فَقَالَ : نُهِيتُ عَنِ الْمُصَلِّينَ ، نُهِيتُ عَنِ الْمُصَلِّينَ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=812791عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : اقْتَتَلَ رَجُلَانِ ، أَحَدُهُمَا مِنْ جُهَيْنَةَ ، وَالْآخَرُ مِنْ غِفَارٍ ، وَكَانَتْ جُهَيْنَةُ حَلِيفَ الْأَنْصَارِ ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ الْغِفَارِيُّ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ عَظِيمُ النِّفَاقِ : عَلَيْكُمْ صَاحِبَكُمْ ، عَلَيْكُمْ صَاحِبَكُمْ ، فَوَاللَّهِ مَا مَثَلُنَا وَمَثَلُ مُحَمَّدٍ إِلَّا كَمَا قَالَ الْقَائِلُ : "سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ" أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ، وَهُمْ فِي سَفَرٍ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِمَّنْ سَمِعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ عُمَرُ : مُرْ مُعَاذًا يَضْرِبْ عُنُقَهُ ، فَقَالَ : "وَاللَّهِ لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ" ، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ )
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ) . حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ "أَنَّ غُلَامًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا; قَالَ : "فَلَعَلَّكَ غَضِبْتَ عَلَيْهِ؟" قَالَ : لَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ; قَالَ : "فَلَعَلَّكَ أَخْطَأَ سَمْعُكَ؟" قَالَ : لَا وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ . قَالَ : فَلَعَلَّهُ شُبِّهَ عَلَيْكَ" قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقًا لِلْغُلَامِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ) فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِ الْغُلَامِ ، فَقَالَ : "وَفَتْ أُذُنُكَ ، وَفَتْ أُذُنُكَ يَا غُلَامُ" .
حَدَّثَنَا
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ) قَالَ : كَانَ الْمُنَافِقُونَ يُسَمُّونَ الْمُهَاجِرِينَ : الْجَلَابِيبُ; وَقَالَ : قَالَ
ابْنُ أُبَيٍّ : قَدْ أَمَرْتُكُمْ فِي هَؤُلَاءِ الْجَلَابِيبِ أَمْرِي ، قَالَ هَذَا بَيْنَ
أَمَجٍ وَعُسْفَانَ عَلَى
الْكَدِيدِ تَنَازَعُوا عَلَى الْمَاءِ ، وَكَانَ
الْمُهَاجِرُونَ قَدْ غَلَبُوا عَلَى الْمَاءِ; قَالَ : وَقَالَ
ابْنُ أُبَيٍّ أَيْضًا : أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا
[ ص: 406 ] إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ لَقَدْ قُلْتُ لَكُمْ : لَا تُنْفِقُوا عَلَيْهِمْ ، لَوْ تَرَكْتُمُوهُمْ مَا وَجَدُوا مَا يَأْكُلُونَ ، وَيَخْرُجُوا وَيَهْرُبُوا; فَأَتَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ
ابْنُ أُبَيٍّ؟ قَالَ : وَمَا ذَاكَ؟ فَأَخْبَرَهُ وَقَالَ : دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : "إذًا تَرْعَدُ لَهُ آنُفٌ كَثِيرَةٌ
بِيَثْرِبَ " قَالَ
عُمَرُ : فَإِنْ كَرِهْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَقْتُلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، فَمُرْ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=307سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَيَقْتُلَانِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّ
مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ ، ادْعُوَا لِي
nindex.php?page=showalam&ids=4897عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ " ، فَدَعَاهُ ، فَقَالَ : "أَلَا تَرَى مَا يَقُولُ أَبُوكَ؟" قَالَ : وَمَا يَقُولُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ : "يَقُولُ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ" فَقَالَ : فَقَدْ صَدَقَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنْتَ وَاللَّهِ الْأَعَزُّ وَهُوَ الْأَذَلُّ ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ قَدِمْتَ الْمَدِينَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَإِنَّ أَهْلَ يَثْرِبَ لَيَعْلَمُونَ مَا بِهَا أَحَدٌ أَبَرَّ مِنِّي ، وَلَئِنْ كَانَ يُرْضِي اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَنْ آتِيَهُمَا بِرَأْسِهِ لَآتِيَنَّهُمَا بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا; فَلَمَّا قَدِمُوا
الْمَدِينَةَ ، قَامَ
nindex.php?page=showalam&ids=4897عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ عَلَى بَابِهَا بِالسَّيْفِ لِأَبِيهِ; ثُمَّ قَالَ : أَنْتَ الْقَائِلُ : لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى
الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ، أَمَا وَاللَّهِ لَتَعْرِفَنَّ الْعِزَّةُ لَكَ أَوْ لِرَسُولِ اللَّهِ ، وَاللَّهِ لَا يَأْوِيكَ ظِلُّهُ ، وَلَا تَأْوِيهِ أَبَدًا إِلَّا بِإِذْنٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ; فَقَالَ : يَا
لَلْخَزْرَجِ ابْنِي يَمْنَعُنِي بَيْتِي ، يَا
لَلْخَزْرَجِ ابْنِي يَمْنَعُنِي بَيْتِي ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَا تَأْوِيهِ أَبَدًا إِلَّا بِإِذْنٍ مِنْهُ; فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ فَكَلَّمُوهُ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا بِإِذْنٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : "اذْهَبُوا إِلَيْهِ ، فَقُولُوا لَهُ خَلِّهِ وَمَسْكَنَهُ" فَأَتَوْهُ ، فَقَالَ : أَمَّا إِذَ جَاءَ أَمْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَعَمْ" .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
سَلَمَةُ وَعَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16276عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=811823عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ ، قَالَ : كُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِي بَعْضَ حَدِيثِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ ، قَالُوا : " بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ يَجْمَعُونَ لَهُ ، وَقَائِدُهُمُ [ ص: 407 ] الْحَارِثُ بْنُ أَبِي ضِرَارٍ أَبُو جُوَيْرِيَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ; فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، خَرَجَ إِلَيْهِمْ حَتَّى لَقِيَهُمْ عَلَى مَاءٍ مِنْ مِيَاهِهِمْ يُقَالُ لَهُ الْمُرَيْسِيعُ مِنْ نَاحِيَةِ قَدِيدٍ إِلَى السَّاحِلِ ، فَتَزَاحَفَ النَّاسُ فَاقْتَتَلُوا ، فَهَزَمَ اللَّهُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ ، وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ ، وَنَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْنَاءَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ، فَأَفَاءَهُمُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَقَدْ أُصِيبَ رَجُلٌ مِنْ
بَنِي كَلْبِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرٍ ، يُقَالُ لَهُ
هِشَامُ بْنُ صَبَابَةَ أَصَابَهُ رَجُلٌ مِنَ
الْأَنْصَارِ مِنْ رَهْطِ
عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ مِنَ الْعَدُوِّ ، فَقَتَلَهُ خَطَأً ، فَبَيْنَا النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ الْمَاءِ وَرَدَتْ وَارِدَةُ النَّاسِ وَمَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَجِيرٌ لَهُ مِنْ
بَنِي غِفَارٍ يُقَالُ لَهُ
جَهْجَاهُ بْنُ سَعِيدٍ يَقُودُ لَهُ فَرَسَهُ ، فَازْدَحَمَ
جَهْجَاهُ وَسِنَانٌ الْجُهَنِيُّ حَلِيفُ
بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ عَلَى الْمَاءِ فَاقْتَتَلَا فَصَرَخَ الْجُهَنِيُّ : يَا مَعْشَرَ
الْأَنْصَارِ . وَصَرَخَ
جَهْجَاهُ : يَا مَعْشَرَ
الْمُهَاجِرِينَ ، فَغَضِبَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ ، وَعِنْدَهُ رَهْطٌ مِنْ قَوْمِهِ فِيهِمْ
nindex.php?page=showalam&ids=68زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ، غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ ، فَقَالَ : قَدْ فَعَلُوهَا؟ قَدْ نَافَرُونَا وَكَاثَرُونَا فِي بِلَادِنَا ، وَاللَّهِ مَا أَعُدُّنَا وَجَلَابِيبُ قُرَيْشٍ هَذِهِ إِلَّا كَمَا قَالَ الْقَائِلُ : "سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ" أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ; ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى مَنْ حَضَرَ مِنْ قَوْمِهِ ، فَقَالَ : هَذَا مَا فَعَلْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ ، أَحْلَلْتُمُوهُمْ بِلَادَكُمْ ، وَقَاسَمْتُمُوهُمْ أَمْوَالَكُمْ ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْ أَمْسَكْتُمْ عَنْهُمْ مَا بِأَيْدِيكُمْ لَتَحَوَّلُوا إِلَى غَيْرِ بِلَادِكُمْ; فَسَمِعَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=68زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَمَشَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَذَلِكَ عِنْدَ فَرَاغِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوِهِ ، فَأُخْبِرَ الْخَبَرَ وَعِنْدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=4582عَبَّادَ بْنَ بِشْرِ بْنِ وَقْشٍ فَلْيَقْتُلْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "فَكَيْفَ يَا عُمَرُ إِذَا تَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّ
مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ ، لَا وَلَكِنْ أَذِّنْ بِالرَّحِيلِ" وَذَلِكَ فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْتَحِلُ فِيهَا ، فَارْتَحَلَ النَّاسُ ، وَقَدْ مَشَى
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[ ص: 408 ] حِينَ بَلَغَهُ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=68زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ قَدْ بَلَّغَهُ مَا سَمِعَ مِنْهُ ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ مَا قُلْتُ مَا قَالَ وَلَا تَكَلَّمْتُ بِهِ; وَكَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فِي قَوْمِهِ شَرِيفًا عَظِيمًا ، فَقَالَ مَنْ حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنَ
الْأَنْصَارِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَسَى أَنْ يَكُونَ الْغُلَامُ أَوْهَمَ فِي حَدِيثِهِ ، وَلَمْ يَحْفَظْ مَا قَالَ الرَّجُلُ ، حَدَبًا عَلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ، وَدَفْعًا عَنْهُ; فَلَمَّا اسْتَقَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَارَ ، لَقِيَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=168أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ، فَحَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ النُّبُوَّةِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رُحْتَ فِي سَاعَةٍ مُنْكَرَةٍ مَا كُنْتَ تَرُوحُ فِيهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أَوَمَا بَلَغَكَ مَا قَالَ صَاحِبُكُمْ؟" قَالَ : فَأَيُّ صَاحِبٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : "
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ " ، قَالَ : وَمَا قَال؟ قَالَ : "زَعَمَ أَنَّهُ إِنْ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَخْرَجَ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ" قَالَ
أُسَيْدٌ : فَأَنْتَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْرِجُهُ إِنْ شِئْتَ ، هُوَ وَاللَّهِ الذَّلِيلُ وَأَنْتَ الْعَزِيزُ; ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْفُقْ بِهِ ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِكَ وَإِنَّ قَوْمَهُ لَيَنْظِمُونِ لَهُ الْخَرَزَ لِيُتَوِّجُوهُ ، فَإِنَّهُ لَيَرَى أَنَّكَ قَدِ اسْتَلَبْتَهُ مُلْكًا ، ثُمَّ مَشَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ يَوْمَهُمْ ذَلِكَ حَتَّى أَمْسَى ، وَلَيْلَتَهُمْ حَتَّى أَصْبَحَ ، وَصَدْرَ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ حَتَّى آذَتْهُمُ الشَّمْسُ ، ثُمَّ نَزَلَ بِالنَّاسِ ، فَلَمْ يَكُنْ إِلَّا أَنْ وَجَدُوا مَسَّ الْأَرْضِ وَقَعُوا نِيَامًا ، وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِيَشْغَلَ النَّاسَ عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي كَانَ بِالْأَمْسِ مِنْ حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ . ثُمَّ رَاحَ بِالنَّاسِ وَسَلَكَ الْحِجَازَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى مَاءٍ بِالْحِجَازِ فُوَيْقَ
النَّقِيعِ ، يُقَالُ لَهُ نَقْعَاءُ; فَلَمَّا رَاحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَبَّتْ عَلَى النَّاسِ رِيحٌ شَدِيدَةٌ آذَتْهُمْ وَتَخَوَّفُوهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لَا تَخَافُوا فَإِنَّمَا هَبَّتْ لِمَوْتِ عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ الْكُفَّارِ" فَلَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ وَجَدُوا
رِفَاعَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ التَّابُوتِ أَحَدَ بَنِي قَيْنُقَاعَ وَكَانَ مِنْ عُظَمَاءِ يَهُودَ ، وَكَهْفًا لِلْمُنَافِقِينَ قَدْ مَاتَ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، فَنَزَلَتِ السُّورَةُ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِيهَا الْمُنَافِقِينَ فِي
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِيٍّ ابْنِ سَلُولَ ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ عَلَى مِثْلِ أَمْرِهِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ ) فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِ زَيْدٍ فَقَالَ : "هَذَا الَّذِي أَوْفَى اللَّهُ بِأُذُنِهِ" وَبَلَغَ
nindex.php?page=showalam&ids=4897عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ الَّذِي كَانَ مِنْ أَبِيهِ .
[ ص: 409 ]
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
سَلَمَةُ ، قَالَ : ثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=16276عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ "أَنْ nindex.php?page=showalam&ids=4897عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ بَلَّغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ قَتْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فِيمَا بَلَغَكَ عَنْهُ ، فَإِنْ كُنْتَ فَاعِلًا فَمُرْنِي بِهِ فَأَنَا أَحْمِلُ إِلَيْكَ رَأْسَهُ ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمَتِ الْخَزْرَجُ مَا كَانَ فِيهَا رَجُلٌ أَبَرَّ بِوَالِدِهِ مِنِّي ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ تَأْمُرَ بِهِ غَيْرِي فَيَقْتُلَهُ ، فَلَا تَدَعُنِي نَفْسِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى قَاتِلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ يَمْشِي فِي النَّاسِ فَأَقْتُلَهُ ، فَأَقْتُلُ مُؤْمِنًا بِكَافِرٍ ، فَأَدْخُلُ النَّارَ; فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَلْ نَرْفُقُ بِهِ وَنُحْسِنُ صُحْبَتَهُ مَا بَقِيَ مَعَنَا" وَجَعَلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِذَا أَحْدَثَ الْحَدَثَ كَانَ قَوْمُهُ هُمُ الَّذِينَ يُعَاتِبُونَهُ ، وَيَأْخُذُونَهُ وَيُعَنِّفُونَهُ وَيَتَوَعَّدُونَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=2لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ عَنْهُمْ مِنْ شَأْنِهِمْ : "كَيْفَ تَرَى يَا عُمَرُ ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قَتَلْتُهُ يَوْمَ أَمَرْتَنِي بِقَتْلِهِ لَأَرْعَدَتْ لَهُ آنُفٌ ، لَوْ أَمَرْتُهَا الْيَوْمَ بِقَتْلِهِ لَقَتَلَتْهُ" قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : قَدْ وَاللَّهِ عَلِمْتُ لَأَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمُ بَرَكَةً مِنْ أَمْرِي .