الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب هل لقاتل مؤمن توبة

                                                                              2621 حدثنا محمد بن الصباح حدثنا سفيان بن عيينة عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد قال سئل ابن عباس عمن قتل مؤمنا متعمدا ثم تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى قال ويحه وأنى له الهدى سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول يجيء القاتل والمقتول يوم القيامة متعلق برأس صاحبه يقول رب سل هذا لم قتلني والله لقد أنزلها الله عز وجل على نبيكم ثم ما نسخها بعدما أنزلها

                                                                              التالي السابق


                                                                              (يجيء ) من المجيء فقوله : والمقتول . . . إلخ جملة حالية (برأس صاحبه ) أي : برأس القاتل (أنزلها ) أي : آية ومن يقتل مؤمنا متعمدا إلخ ظاهره أنه لا توبة لقاتل النفس المؤمنة عمدا ، قيل : هذا تغليظ من ابن عباس - رضي الله عنهما - كيف والمشرك تقبل توبته وقد قال تعالى فيه : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وكان يتمسك في قوله : بظاهر قوله تعالى : ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية ويجيب عن قوله : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية تارة بالنسخ ، وتارة بأن ذاك إذا قتل وهو كافر ، ثم أسلم ، وقوله : ومن يقتل مؤمنا متعمدا مقيدا بالموت بلا توبة ويؤولون ذلك بأن المراد بالخلود طول المكث ، وبأن هذا بيان ما يستحقه بعمله كما يشير إليه قوله : فجزاؤه جهنم ثم أمره إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه ، وبأن هذا في المستحل ولهم في ذلك مستمسكات من الكتاب والسنة .




                                                                              الخدمات العلمية