الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 223 ] كتاب عشرة النساء والخلع قال الله تعالى : { وعاشروهن بالمعروف } . وقال تعالى : { ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف } . وقال أبو زيد : يتقون الله فيهن ، كما عليهن أن يتقين الله فيهم . وقال ابن عباس : إني لأحب أن أتزين للمرأة ، كما أحب أن تتزين لي ; لأن الله تعالى يقول : { ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف } وقال الضحاك في تفسيرها : إذا أطعن الله ، وأطعن أزواجهن ، فعليه أن يحسن صحبتها ، ويكف عنها أذاه ، وينفق عليها من سعته .

                                                                                                                                            وقال بعض أهل العلم : التماثل هاهنا في تأدية كل واحد منهما ما عليه من الحق لصاحبه بالمعروف ، ولا يمطله به ، ولا يظهر الكراهة ، بل ببشر وطلاقة ، ولا يتبعه أذى ولا منة ; لقول الله تعالى : { وعاشروهن بالمعروف } . وهذا من المعروف ، ويستحب لكل واحد منهما تحسين الخلق مع صاحبه ، والرفق به ، واحتمال أذاه ; لقول الله تعالى : { وبالوالدين إحسانا وبذي القربى } إلى قوله { والصاحب بالجنب } قيل : هو كل واحد من الزوجين . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : { استوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عوان عندكم ، أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله } . رواه مسلم . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : { إن المرأة خلقت من ضلع أعوج ، لن تستقيم على طريقة ، فإن ذهبت تقيمها كسرتها ، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج } . متفق عليه

                                                                                                                                            . وقال { خياركم خياركم لنسائهم } . رواه ابن ماجه . وحق الزوج عليها أعظم من حقها عليه لقول الله تعالى : { وللرجال عليهن درجة } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : { لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد ، لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن ; لما جعل الله لهم عليهن من الحق } . رواه أبو داود . وقال : { إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها ، لعنتها الملائكة حتى ترجع } . متفق عليه

                                                                                                                                            ، { وقال لامرأة أذات زوج أنت ؟ قالت : نعم ، قال : فإنه جنتك ونارك . وقال : لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه ، وما أنفقت من نفقة من غير إذنه فإنه يرد إليه شطره } . رواه البخاري .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية