الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4971 ( 18 ) حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة سوقا ما فيها بيع ولا شراء إلا الصور من الرجال والنساء ، فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها ، وإن فيها لمجتمعا للحور العين ، يرفعن أصواتا ، لم ير الخلائق مثلها ، يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد ؛ ونحن الراضيات فلا نسخط ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، فطوبى لمن كان لنا وكنا له .

                                                                                ( 19 ) حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي [ ص: 70 ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة غرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها ، قال : فقال أعرابي فقال : هي لمن يا رسول الله ؟ فقال : هي لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام .

                                                                                ( 20 ) حدثنا زيد بن الحباب قال : حدثني سعيد بن عبد الرحمن قال حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الجنة فقال : فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .

                                                                                ( 21 ) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تبارك وتعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر ، على قلب بشر ، اقرءوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، اقرءوا إن شئتم وظل ممدود لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ، اقرءوا إن شئتم فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور .

                                                                                ( 22 ) حدثنا يزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال : إن أهل الجنة ليقولون : انطلقوا بنا إلى السوق ، فيأتون جبالا من المسك أو جبالا من مسك ، أو كثبانا من مسك ، فيبعث الله عليهم ريحا فيدخلهم منازلهم فيقول لهم أهلوهم : لقد ازددتم بعدنا حسنا ويقولون لأهليهم مثل ذلك .

                                                                                ( 23 ) حدثنا مروان بن معاوية عن صالح عن عبد الله العجلي قال حدثنا يحيى الجزار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن طير الجنة أمثال البخاتي .

                                                                                ( 24 ) حدثنا مروان بن معاوية عن عوف عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم نعت يوما الجنة وما فيها من الكرامة فقال فيها ، يقول : إن فيها طيرا أمثال البخت .

                                                                                ( 25 ) حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمر قال : الجنة مطوية معلقة بقرون الشمس ، تنشر في كل عام مرة وأرواح المؤمنين في جوف طير خضر ، كالزرازير ، يتعارفون ويرزقون من ثمر الجنة [ ص: 71 ]

                                                                                ( 26 ) حدثنا مروان بن معاوية عن علي بن الوليد ، قال أبي : سئل مجاهد هل في الجنة سماع ؟ قال : إن في الجنة لشجرة لها سماع لم يسمع السامعون إلى مثله .

                                                                                ( 27 ) حدثنا رواد بن الجراح عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله عن علي عن عبد الله بن عباس في قوله : ولسوف يعطيك ربك فترضى قال : ألف قصر من لؤلؤ أبيض ترابه المسك وفيهن ما يصلحهن .

                                                                                ( 28 ) حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير قال : أدنى أهل الجنة منزلة من له ألف قصر ، فيه سبعون ألف خادم ، ليس منهن خادم إلا في يدها صحفة سوى ما في يد صاحبها ، لا يفتح بابه بشيء يريده ، لو ضافه جميع أهل الدنيا لأوسعهم .

                                                                                ( 29 ) حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير قال : كان يقال : طول الرجل من أهل الجنة تسعون ميلا ، وطول المرأة ثمانون ميلا ، ومقعدها جريب ، وإن شهوته لتجري في جسدها سبعين عاما يجد اللذة .

                                                                                ( 30 ) حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن زياد مولى بني مخزوم قال : سمعت أبا هريرة يقول : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام واقرءوا إن شئتم وظل ممدود فبلغ ذلك كعبا قال : صدق الذي أنزل التوراة على لسان موسى والفرقان على لسان محمد صلى الله عليه وسلم لو أن رجلا ركب حقة أو جذعة ثم دار بأصل تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرما ، إن الله غرسها بيده ونفخ فيها من روحه ، وإن أفنانها من وراء سور الجنة ، وما في الجنة نهر إلا يخرج من أصل تلك الشجرة .

                                                                                ( 31 ) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا همام بن يحيى عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الخيمة درة طولها ستون ميلا ، في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم غيرهم .

                                                                                ( 32 ) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن حسان عن يزيد الرقاشي عن رجل عن كعب قال : لو أن امرأة من نساء أهل الجنة بدا معصمها لذهب بضوء الشمس [ ص: 72 ]

                                                                                ( 33 ) حدثنا الفضل بن دكين عن سلمة بن نبيط عن الضحاك قال : لو أن امرأة من أهل الجنة أطلعت كفها لأضاء ما بين السماء والأرض .

                                                                                ( 34 ) حدثنا معتمر بن سليمان عن ليث عن مجاهد قال : إنه ليوجد ريح المرأة من الحور العين من مسيرة خمسين سنة .

                                                                                ( 35 ) حدثنا شبابة بن سوار عن ابن أبي ذئب عمن سمع أنسا يقول : إن الحور العين في الجنة ليتغنين ، يقلن :

                                                                                نحن الخيرات الحسان حبسنا للأزواج الكرام

                                                                                .

                                                                                ( 36 ) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن عمرو بن ميمون قال حدثنا عبد الله بن مسعود أن المرأة من نساء أهل الجنة تلبس سبعين حلة من حرير فيرى بياض ساقيها وحسن ساقيها ومخ ساقيها من وراء ذلك كله ، وذلك أن الله يقول : كأنهن الياقوت والمرجان وإنما الياقوت حجر ، فإن أخذت سلكا وجعلته في ذلك الحجر ثم استصفيته رأيت السلك من وراء الحجر .

                                                                                ( 37 ) حدثنا يزيد بن هارون عن همام عن قتادة عن أبي أيوب الأزدي أو شهر بن حوشب شك همام عن عبد الله بن عمرو قال : في الجنة من عتاق الخيل وكرام النجائب يركبها أهلها ، وقال : الحناء سيد ريحان الجنة .

                                                                                ( 38 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا المسعودي عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه أن رجلا قال : يا رسول الله ، أحب الخيل فهل في الجنة خيل ؟ فقال : يا عبد الله ، إن يدخلك الله الجنة فلك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك .

                                                                                ( 39 ) حدثنا إسماعيل بن علية عن الجريري عن لقيط بن المثنى الباهلي قال : قيل يا أبا أمامة ، يتزاور أهل الجنة ؟ قال : نعم ، والله على الجنائب عليها المياثر .

                                                                                ( 40 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن منهال بن عمرو عن قيس بن السكن عن [ ص: 73 ] عبد الله قال : إن الرجل من أهل الجنة ليؤتى بالكأس وهو جالس مع زوجته فيشربها ثم يلتفت إلى زوجته فيقول : قد ازددت في عيني سبعين ضعفا حسنا .

                                                                                ( 41 ) حدثنا وكيع وعبدة بن سليمان عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة المحلمي عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة ، فقال رجل من اليهود : فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حاجة أحدكم عرق يفيض من جلده فإذا بطنه قد ضمر .

                                                                                ( 42 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ، قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بله ما قد أطلعكم عليه ، اقرءوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين الآية ، وكان أبو هريرة يقرؤها قرات أعين .

                                                                                ( 43 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أول زمرة يدخلون الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة ، ثم هم بعد ذلك منازل ، لا يتغوطون ولا يبولون ولا يتمخطون ولا يبزقون ، أمشاطهم الذهب ومجامرهم الألوة قال أبو بكر : يعني العود ورشحهم المسك ، أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستين ذراعا .

                                                                                ( 44 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل له دار من لؤلؤة واحدة منها غرفها وأبوابها .

                                                                                ( 45 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن رجل عن كعب قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة يوم القيامة ليؤتى بغدائه في سبعين ألف صحفة ، في كل صحفة لون ليس كالآخر ، فيجد للآخر لذة أوله ليس فيه رذل [ ص: 74 ]

                                                                                ( 46 ) حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أدنى أهل الجنة منزلة من يتمنى على الله ، فيقال له : ذلك ومثله معه ، ويلقن كذا وكذا ، فيقال له : ذلك لك ومثله معه ، فقال أبو سعيد الخدري : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذلك له وعشرة أمثاله .

                                                                                ( 47 ) حدثنا حسين بن علي عن أبي الحر عن نوير عن ابن عمر قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر إلى ملكه ألفي عام يرى أقصاه كما يرى أدناه ، وإن أفضل أهل الجنة منزلة من ينظر إلى وجه الله في كل يوم مرتين .

                                                                                ( 48 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرني جرير بن عثمان قال حدثنا سليمان بن نمير الألهاني قال حدثنا كثير بن مرة الحضرمي قال : إن الصحابة .

                                                                                ( 49 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جرير بن عثمان عن سليمان بن نمير عن سفيان بن عمير عن عبد الله بن عمر قال : أن الرجل من أهل الجنة ليجيء فتشرف عليه النساء فيقلن : يا فلان بن فلان ، ما أنت حين خرجت من عندنا بأولى بك منا ، فيقول : ومن أنتن ؟ فيقلن : نحن من اللاتي قال الله تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون .

                                                                                ( 50 ) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال : قال عبد الله : إنه لمكتوب في التوراة : لقد أعد الله للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولا خطر على قلب بشر ، وما لا يعلمه ملك ولا مرسل ، قال : ونحن نقرأها فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين إلى آخر الآية .

                                                                                ( 51 ) حدثنا وكيع بن الجراح عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال : سمعت عليا يقول : وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا انتهوا إلى باب من أبواب الجنة وجدوا عند بابها شجرة تخرج من تحت ساقيها عينان فيأتون إحداهما كأنما أمروا بها فيتطهرون فيها ، فتجري عليهم نضرة النعيم ، قال : فلا تتغبر [ ص: 75 ] أبشارهم بعدها أبدا ، ولا تشعث شعورهم بعدها أبدا ، كأنما دهنوا قال : ثم يعمدون إلى الأخرى فيشربون منها فتذهب ما في بطونهم من أذى وقذى ، وتتلقاهم الملائكة فيقولون سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين قال : ويتلقى كل غلمان صاحبهم يطيفون به فعل الولدان بالحميم يقدم من الغيبة ، يقولون : أبشر قد أعد الله لك من الكرامة كذا ، ويسبق غلمان من غلمانه إلى أزواجه من الحور العين فيقولون : هذا فلان باسمه في الدنيا قد أتاكن ، قال : فيقلن : أنتم رأيتموه ، فيقولون : نعم ، قال : فيستخفهن الفرح حتى يخرجن إلى أسكفة الباب ، قال : ويدخل الجنة فإذا نمارق مصفوفة وأكواب موضوعة وزرابي مبثوثة ، فيتكئ على أريكة من أرائكه ، قال : فينظر إلى تأسيس بنيانه فإذا هو قد أسس على جندل اللؤلؤ بين أصفر وأحمر وأخضر ومن كل لون ، قال : ثم يرفع طرفه إلى سقفه فلولا أن الله قدره له لألم بصره أن يذهب بالبرق ثم قرأ وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .

                                                                                ( 52 ) حدثنا يزيد بن هارون عن أبي مالك الأشجعي عن خالد عن أبي هريرة قال : والذي أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم ، إن أهل الجنة ليزدادون جمالا وحسنا كما يزدادون في الدنيا قباحة وهرما .

                                                                                ( 53 ) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضاء جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم ، طوله ستون ذراعا في عرض سبع أذرع .

                                                                                ( 54 ) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال : يقول غلمان أهل الجنة : من أين نقطف لك ؟ من أين نسقيك ؟ [ ص: 76 ]

                                                                                ( 55 ) حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل أن موسى أو غيره من الأنبياء قال : يا رب ، كيف يكون هذا منك ؟ أولياؤك في الأرض جائعون يقتلون ، ويطلبون فلا يعطون وأعداؤك يأكلون ما شاءوا ويشربون ما شاءوا ونحو هذا ، فقال انطلقوا بعبدي إلى الجنة فينظر ما لم ير مثله قط إلى أكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة ، وإلى الحور العين وإلى الثمار وإلى الخدم كأنهم لؤلؤ مكنون ، فقال : ما ضر أوليائي ما أصابهم في الدنيا إذا كان مصيرهم إلى هذا ، ثم قال : انطلقوا بعبدي هذا ، فانطلق به إلى النار فيخرج منها عنق فصعق العبد ، ثم أفاق فقال : ما نفع أعدائي ما أعطيتهم في الدنيا إذا كان مصيرهم إلى هذا ، قال : لا شيء .

                                                                                ( 56 ) حدثنا زيد بن الحباب قال : حدثني عنبسة بن سعيد قاضي الري عن جعفر عن أبي المغيرة عن سمرة بن عطية عن كعب قال : إن لله ملكا ، يصوغ حلي أهل الجنة من يوم خلق إلى أن تقوم الساعة ولو أن حليا من حلي أهل الجنة أخرج لذهب بضوء شعاع الشمس ، فلا تسألوا بعدها عن حلي أهل الجنة .

                                                                                ( 57 ) حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن أبي مليح قال : سمعت إبراهيم يقول : في الجنة ما شاءوا ولا ولد ، قال : فينظر النظرة فينشأ له الشهوة ، ثم ينظر النظرة فينشأ له شهوة أخرى .

                                                                                ( 58 ) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن منصور قال سئل ابن عباس : أفي الجنة ولد ؟ قال : إن شاءوا .

                                                                                ( 59 ) حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة قال حدثني محمد بن كعب عن عوف بن مالك الأشجعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة ، رجلا كان يسأل الله أن يزحزحه عن النار ، إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار كان بين ذلك ، فقال : يا رب ، ادنني من باب الجنة ، فقيل : يا ابن آدم ، ألم تسأل أن تزحزح عن النار ، فقال : ومن مثلك ، فادنني من باب الجنة ، فنظر إلى شجرة عند باب الجنة فقال : ادنني منها لأستظل بظلها وآكل من ثمرها ، قال : يا ابن آدم ألم تقل ، فقال : يا رب ، ومن مثلك ، فادنني منها وإلى أفضل من ذلك ، فقال : يا رب ، ادنني ، فقال : يا ابن آدم ، ألم تقل ، حتى قال : يا رب ومن مثلك ، فادنني ، [ ص: 77 ] فقيل ، اعد قال أبو بكر : العدو الشد فلك ما بلغته قدماك ورأته عيناك ، قال : فيعدو حتى إذا بلح يعني أعيا قال : يا رب ، هذا لي وهذا لي ، فيقال : لك مثله وأضعافه فيقول : قد رضي عني ربي ، فلو أذن لي في كسوة أهل الدنيا وطعامهم لأوسعتهم .

                                                                                ( 60 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة ، ومثل له شجرة ذات ظل فقال : أي رب ، قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها ، فقال الله : هل عسيت إن فعلت أن تسألني غيره ، فقال : لا وعزتك ، فقدمه الله إليها ، ومثل له شجرة أخرى ذات ظل وثمرة فقال : أي رب ، قدمني إلى هذه الشجرة لأكون في ظلها وآكل من ثمرها ، فقال الله : هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسألني غيره ، فقال : لا وعزتك ، فقدمه الله إليها ، فتمثل له شجرة أخرى ذات ظل وثمر وماء فيقول : أي رب ، قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها وآكل من ثمرها وأشرب من مائها ، فقال الله : هل عسيت إن فعلت أن تسألني غيره ، فيقول : لا وعزتك ، لا أسألك غيره ، فيقدمه الله إليها قال : فيبرز له باب الجنة فيقول : أي رب ، قدمني إلى باب الجنة فأكون تحت ثمار الجنة وأنظر إلى أهلها فيقدمه الله إليها فيرى أهل الجنة وما فيها فيقول : أي رب ، أدخلني الجنة ، فيدخله الله الجنة ، فإذا دخل الجنة قال : هذا وهذا لي ، فيقول الله ، تمن ، فيتمنى ، يذكره الله : سل من كذا وكذا ، حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله : هو لك وعشرة أمثاله ، قال : ثم يدخل بيته فيدخل عليه زوجتاه من الحور العين فتقولان له : الحمد لله الذي اختارك لنا واختارنا لك ، فيقول : ما أعطي أحد مثل ما أعطيت .

                                                                                ( 61 ) حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي في هذه الآية يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ثم قال : هل تدرون على أي شيء يحشرون ؟ أما والله ما يحشرون على أقدامهم ، ولكنهم يؤتون بنوق لم تر الخلائق مثلها ، عليها رحال الذهب ، وأزمتها الزبرجد ، فيجلسون عليها ، ثم ينطلق بهم حتى يقرعوا باب الجنة [ ص: 78 ]

                                                                                ( 62 ) حدثنا قراد أبو نوح قال حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي هريرة في قوله : يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا على الإبل

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية