الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5773 ) فصل إذا قال : إن أعطيتني ألف درهم فأنت طالق . فأعطته ألفا أو أكثر ، طلقت ; لوجود الصفة ، وإن أعطته دون ذلك ، لم تطلق ; لعدمها . وإن أعطته ألفا وازنة ، تنقص في العدد ، طلقت ، وإن أعطته ألفا [ ص: 259 ] عددا ، تنقص في الوزن ، لم تطلق ; لأن إطلاق الدرهم ينصرف إلى الوازن من دراهم الإسلام ، وهي ما كل عشرة منها وزن سبعة مثاقيل . ويحتمل أن الدراهم متى كانت تنفق برءوسها من غير وزن ، طلقت ; لأنها يقع عليها اسم الدراهم ، ويحصل منها مقصودها ، ولا تطلق إذا أعطته وازنة تنقص في العدد ; لذلك .

                                                                                                                                            وإن أعطته ألفا رديئة ، كنحاس فيها أو رصاص أو نحوه ، لم تطلق ; لأن إطلاق الألف يتناول ألفا من الفضة ، وليس في هذه ألف من الفضة . وإن زادت على الألف بحيث يكون فيها ألف فضة . طلقت ; لأنها قد أعطته ألفا فضة . وإن أعطته سبيكة تبلغ ألفا ، لم تطلق ; لأنها لا تسمى دراهم ، فلم توجد الصفة ، بخلاف المغشوشة ، فإنها تسمى دراهم . وإن أعطته ألفا رديء الجنس لخشونة ، أو سواد ، أو كانت وحشة السكة ، طلقت ; لأن الصفة وجدت . قال القاضي : وله ردها ، وأخذ بدلها . وهذا قد ذكرناه في المسألة التي قبلها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية