الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم

                                                                                                                                                                                                                                      والذين جاءوا من بعدهم هم الذين [ ص: 230 ] هاجروا بعد ما قوي الإسلام أو التابعون بإحسان وهم المؤمنون بعد الفريقين إلى يوم القيامة ولذلك قيل: إن الآية قد استوعبت جميع المؤمنين وأيا ما كان; فالموصول مبتدأ وخبره يقولون ...إلخ والجملة مسوقة لمدحهم بمحبتهم لمن تقدمهم من المؤمنين ومراعاتهم لحقوق الأخوة في الدين والسبق بالإيمان كما أن "ما" عطفت عليه من الجملة السابقة لمدح الأنصار أي: يدعون لهم. ربنا اغفر لنا ولإخواننا أي: في الدين الذي هو أعز وأشرف عندهم من النسب. الذين سبقونا بالإيمان وصفوهم بذلك اعترافا بفضلهم. ولا تجعل في قلوبنا غلا وقرئ "غمرا" وهما: الحقد. للذين آمنوا على الإطلاق. ربنا إنك رءوف رحيم أي: مبالغ في الرأفة والرحمة فحقيق بأن تجيب دعاءنا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية