الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير

                                                                                                                                                                                                                                      11 - " يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس "؛ توسعوا فيه؛ "في المجالس"؛ " عاصم ونافع "؛ والمراد مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وكانوا يتضامون فيه؛ تنافسا على القرب منه؛ وحرصا على استماع كلامه؛ وقيل: هو المجلس من مجالس القتال؛ وهي مراكز الغزاة؛ كقوله: مقاعد للقتال ؛ "مقاتل": في صلاة الجمعة؛ فافسحوا ؛ فوسعوا؛ يفسح الله لكم ؛ مطلق في كل ما يبتغي الناس الفسحة فيه من المكان؛ والرزق؛ والصدر؛ والقبر؛ وغير ذلك؛ وإذا قيل انشزوا ؛ انهضوا؛ للتوسعة على المقبلين؛ أو: انهضوا عن مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمرتم بالنهوض عنه؛ أو: انهضوا إلى الصلاة؛ والجهاد؛ وأعمال الخير؛ فانشزوا ؛ بالضم فيهما؛ "مدني وشامي وعاصم غير حماد يرفع الله الذين آمنوا منكم ؛ بامتثال أوامره؛ وأوامر رسوله؛ والذين أوتوا العلم ؛ والعالمين منهم خاصة؛ درجات والله بما تعملون خبير ؛ وفي الدرجات قولان؛ أحدهما: في الدنيا؛ في المرتبة؛ والشرف؛ والآخر: في الآخرة؛ وعن ابن مسعود - رضي الله (تعالى) عنه - أنه كان إذا قرأها قال: "يا أيها الناس افهموا هذه الآية؛ ولترغبكم في العلم"؛ وعن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب"؛ وعنه - صلى الله عليه وسلم -: " عبادة العالم يوما واحدا تعدل عبادة العابد أربعين [ ص: 450 ] سنة" ؛ وعنه - صلى الله عليه وسلم -: " يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء؛ ثم العلماء؛ ثم الشهداء "؛ فأعظم بمرتبة هي واسطة بين النبوة والشهادة! بشهادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "خير سليمان - عليه السلام - بين العلم والمال والملك؛ فاختار العلم؛ فأعطي المال والملك معه" ؛ وقال - صلى الله عليه وسلم -: " أوحى الله إلى إبراهيم - عليه السلام -: (يا إبراهيم؛ إني عليم؛ أحب كل عليم)" ؛ وعن بعض الحكماء: "ليت شعري؛ أي شيء أدرك من فاته العلم؛ وأي شيء فات من أدرك العلم"؛ وعن الزبيري : "العلم ذكر؛ فلا يحبه إلا ذكورة الرجال"؛ والعلوم أنواع؛ فأشرفها أشرفها معلوما .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية