الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد ( 9 ) إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ( 10 ) ) .

يقول تعالى ذكره : الذي له سلطان السماوات السبع والأرضين وما فيهن ( والله على كل شيء شهيد ) يقول تعالى ذكره : والله على فعل هؤلاء الكفار من أصحاب الأخدود بالمؤمنين الذين فتنوهم شاهد ، وعلى غير ذلك من أفعالهم وأفعال جميع خلقه ، وهو مجازيهم جزاءهم .

وقوله : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) يقول : إن الذين ابتلوا المؤمنين والمؤمنات بالله بتعذيبهم ، وإحراقهم بالنار .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) حرقوا المؤمنين والمؤمنات .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني [ ص: 344 ] الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ( إن الذين فتنوا ) قال : عذبوا .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) قال : حرقوهم بالنار .

حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) يقول : حرقوهم .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن ابن أبزى ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) حرقوهم .

وقوله : ( ثم لم يتوبوا ) يقول : ثم لم يتوبوا من كفرهم وفعلهم الذي فعلوا بالمؤمنين والمؤمنات من أجل إيمانهم بالله ( فلهم عذاب جهنم ) في الآخرة ( ولهم عذاب الحريق ) في الدنيا .

كما حدثت عن عمار ، قال : ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ( فلهم عذاب جهنم ) في الآخرة ( ولهم عذاب الحريق ) في الدنيا .

التالي السابق


الخدمات العلمية