الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

[ الوفيات ]

في هذه السنة مات حذيفة بن اليمان بعد قتل عثمان بيسير ، ولم يدرك الجمل ، [ ص: 638 ] وقتل ابناه صفوان وسعيد مع علي بصفين بوصية أبيهما ، قيل : مات سنة خمس وثلاثين ، والأول أصح . وفيها مات سلمان الفارسي في قول بعضهم ، وكان عمره مائتين [ ص: 639 ] وخمسين سنة ، ( هذا أقل ما قيل فيه ، وقيل : ثلثمائة وخمسون سنة ) . وكان قد أدرك بعض أصحاب المسيح - عليه السلام - . وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، مات بعسقلان حيث خرج معاوية إلى صفين ، وكره الخروج معه . ومات فيها عبد الرحمن بن عديس [ ص: 640 ] البلوي أمير القادمين من مصر لقتل عثمان ، وكان ممن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة ، وقيل : بل قتل بالشام . وفيها مات قدامة بن مظعون الجمحي - وهو من مهاجرة الحبشة وشهد بدرا - . وفيها توفي عمرو بن أبي عمرو بن ضبة الفهري أبو شداد - شهد بدرا - . وفيها استعمل علي على الري يزيد بن حجية التيمي تيم اللات ، فكسر من خراجها ثلاثين ألفا ، فكتب إليه علي يستدعيه ، فحضر ، فسأله عن المال قال : أين ما غللته من المال ؟ قال : ما أخذت شيئا ! فخفقه بالدرة خفقات وحبسه ووكل به سعدا مولاه ، فهرب منه يزيد إلى الشام ، فسوغه معاوية المال ، فكان ينال من علي ، وبقي بالشام إلى أن اجتمع الأمر لمعاوية فسار معه إلى العراق فولاه الري ، فقيل : إنه شهد مع علي الجمل وصفين والنهروان ، ثم ولاه الري ، وهو الصحيح ، فكان ما تقدم ذكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية