الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون

                                                                                                                                                                                                                                      ذلك ذلك إشارة إلى ما تقدم من القول [ ص: 252 ] الناعي عليهم أنهم أسوأ الناس أعمالا أو إلى ما وصف من حالهم في النفاق والكذب والاستتار بالإيمان الصوري وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد المشار إليه لما مر مرارا من الإشعار ببعد منزلته في الشر. بأنهم أي: بسبب أنهم. آمنوا أي: نطقوا بكلمة الشهادة كسائر من يدخل في الإسلام. ثم كفروا أي: ظهر كفرهم بما شوهد منهم من شواهد الكفر ودلائله أو نطقوا بالإيمان عند المؤمنين ثم نطقوا بالكفر عند شياطينهم. فطبع على قلوبهم حتى تمرنوا على الكفر واطمأنوا به، وقرئ على البناء للفاعل، وقرئ "فطبع الله". فهم لا يفقهون حقيقة الإيمان ولا يعرفون حقيقته أصلا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية